أبدأ بعد بسم الله الرحمن الرحيم بقول الشاعر :
من البلية عذل من لايرعوي **** عن غيه وخطاب من لايفهم
كل أصحاب العقول السوية وأرباب الضمائر الحية متفقون في نظرتهم إلى الكذب على أنه صفة مذمومة وسمة ممقوتة، ولما كان الكذب في عصرنا شعار أكثرنا وسمة إعلامنا أصبحت الثقة بيننا معدومة
*أصبح شعار الحرية سلعة رائجة بين الأمم والشعوب ،ومع الأسف هناك من يفهم الحرية على أنها عدم احترام الآخر , والسماح بسبه وشتمه ، والوقوع في عرضه وهذا منافي لتعاليم ديننا الحنيف الذي أوجب تقدير الآخر واحترامه فليس من الحرية ولا من الأخلاق في نظري التعدي على الآخر بأسلوب وقح لايتناسب مع الدين والأخلاف الحميدة
لهذا فإني أقدم هذه النصائح لمن يريد إتقان أسلوب الرد الموافق مع الشرع والعقل السليم
الإخلاف الحميدة هي القوة التي لاتقهر
الاندفاع القوي يعطي شعورا بضعف الحجة والشخصية
التأمل والتأني أكبر وسيلة ليحظى ردك بالقبول والاحترام
دافع عن حقوقك ولكن لاتنس أن هناك مساحة للتسامح والأدب
تعلم مهارة قراءة مابين السطور
ينبغي أن تتعلم أن تكون حريتك نابعة من شريعتك
لايطغى حب البروز على تفكيرك
ابحث عن الحقيقة قبل الرد
استعد لقبول الحق لتكون ناضجا
تذكر أنه ليس من الأدب تهميش من لايوافقك الرأي
تجنب المبالغة في الرد سواء في المدح أوالقدح
تذكر أنه عن طريق الحوار فقط يتضح الحق ويزول الاختلاف
لايكفي أن يكون معك جهازا جيدا بل ينبغي أن يكون معه فكرا وخلقا حسنا
حاول أن تقرأ ردك أكثر من مرة
عدم ردك أو الرد عليك لايعني عدم المقدرة أو العجز عن الرد
ليكن الهدف دائما الوصول إلى الحقيقة لأن العاقل يجب أن يتصف بسمو الهدف وعلو الهمة لذا فإن الحقيقة ضالته
فصاحة المتكلم وسحر بيانه لاتعني صحة قوله ولا سلامة معتقده
تأكد من صلاح وصحة الفكرة قبل أخذها وتبنيها وتصرف بناء على قراراتك النابعة من مبادئك واحذر التقليد الأعمى والانجراف خلف العواطف
رد على الفكر لا على قائلها
وفي الختام أذكرك بقول الإمام الشافعي رحمه الله
لسانك لاتذكر به عورة امرئ **** فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايبا **** فصنها وقل ياعين للناس أعين
أخوكم / أبو طاهر الأنصاري
منقول من واحة أزواد