لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثله في تعامله مع الناس عامة ، ومع الشباب خاصة قبل البعثه وبعدها ، مما حبب الناس إليه وألفهم عليه ، فكان يثق في شباب الصحابة ، ويستأمنهم على أمور خاصة ، وقد كانوا رضوان الله عليهم على مستوى المسئولية في ذلك .
كثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعلم الأول يضرب الأمثال في أحاديثه وأقواله ؛ لعلمه صلى الله عليه وسلم ما في الأمثال من قدرة على تقريب المعنى وبيان المقصود ومن ذلك:
أمره لأسماء بن حارثة تبليغ قومه صيام عاشوراء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((مُر قومك فليصوموا هذا اليوم )).قال : أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال :فليتموا بقية يومهم )).
ومن ذلك : اختياره صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم الذي كان عمره حينها قريباً من العشرين سنة لتكون موطناً لإجتماعه باصحابه ولقائه بهم ليختفوا عن قريش وكيدها وتآمرها .
ومن ذلك : بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام وهو حينئذ شاب حديث السن وانتدب كثير من كبار المهاجرين والانصار في جيشه ؟ كان من أكبرهم عمر بن الخطاب .
ومن ذلك : إعطاؤه الراية لعلي بن أبي طالب في غزوة خيبر ؟ وإرسال مصعب بن عمير إلى المدينة ومعاذ بن جبل إلى اليمن .
إن الثقة فيهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعطي أعظم الدليل على أن الشباب في مثل هذه السن يمكن أن يرقوا إلى مثل هذا المستوى ، فهل يعقل شباب الأمه ومن يقوم على تربيتهم هذا الأمر ؟!.