محمد الأنصاري المدير العام
الجنس : تاريخ التسجيل : 25/01/2009 العمر : 48 الموقع : http://kwafl.blogspot.com/
| | كيد النساء وكيد الرجال | |
قال الله تعالى في سورة ابراهيم: {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)} قال الله تعالى في سورة يوسف: {فلما رءا قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم (27)} كيد النساء أم كيد الرجالكان التاجر متزوج من امرأة جميلةوكان يكثر من الترحال فشك في سلوكها أثناء غيابهفاحضر طائرا ليخبره عن كل ما يجرى في البيتوكانت زوجته على علاقة بشابوعندما عاد الرجل من سفره أخبره الطائر بما رأىفقالت المرأة لزوجهااتق الله ولا تصدق كلام طائر لا يدرى شيئا ولا يعقل ولا تظلم نفسا لا ذنب لهاوبعد حوار طلبت المرأة من زوجها أن يبيت الليلة عند أصدقائهثم يأتى غدا فيستمع الى الطائر والمرأة ويقتل الكاذب منهماوافق الزوجوعندما ذهب اخذت المرأة جلدا باليا ووضعته على القفصثم اضاءت مصابيح قوية وسلطتها على القفص وجعلت تصب الماء على الجلدوتدق بطبل قرب القفص حتى طلع الفجرفلما عاد الرجل في الصباح وسأل الطائر أجابه أنه لم ير شيئا لأن المطر كان يهطل طوال الليل غزيراوكان هناك رعد وبرق يأخذ بالأبصارفقال الرجل وهو غضبان: لقد علمت بأنك كاذبلا الدنيا لم تمطر البارحة ولم يكن هنا رعد ولا برقواخذ الرجل الطائر المسكين وذبحه قربانا لخطيئة زوجتهاما المرأة فقد صنعت من لحمه اشهى مرق تذوقته وتذوقه زوجها وتذوقه العشيق ************ ******** يحكى أن تاجرا ركب رأسه الغرور, فكتب على باب دكانه{كيد الرجال غلب كيد النساء}ويبدو أن ذلك لم يرق لصبية حسناء ذات تيه ودلال, فدخلت متعللة بشراء بعض الحاجاتفصارت كلما طلبت مطلبا تتمايل وتنحني وتنعطف وتنثني حتى تظهر مفاتنها وتبث محاسنهاحتى تمكنت من صاحب الدكان وسرقت عقله وتلاعبت بعواطفه, ولم يتمالك نفسه عن سؤالها من تكونفقالت له: انا ابنة قاضي القضاةقال الشاب: ما أسعد أبيك فيكقالت: وما أشقاني معه, إنه يريد أن يبقيني بدون زواج, فكلما طلبني أحد للزواج قال له: إنني عمياء كتعاء غير صالحة لمثل هذه الأمور.قال الشاب: وهل تقبلين بي زوجا لك, وأنا أتدبر الأمر مع أبيك؟فأجابته الفتاة بالموافقة, ولم يلبث الشاب أن مضى من وقته إلى قاضي القضاة يطلب منه يد ابنته.فقال القاضي: ولكن ابنتي عمياء كتعاء وأنا لا أريد أن أضع أحدا في ذمتيقال الشاب: أنا أقبلها كما هي ويكفيني حسبها ونسبهاوتمت الموافقة, ثم أنه اتيحت الفرصة للشاب كي يجمتع بعروسه, فإذا هي حقيقة عمياء كتعاء وأنها ليست تلك المرأة الماكرة الحسناء, فرجع الشاب إلى دكانه منكسر النفس منكس الرأس ومحى عن بابه العبارة التي أوقعته في المصائب{كيد الرجال غلب كيد النساء}ولم يلبث غير يسير فإذا بالصبية الحسناء تقبل عليه من بعيد وعلى ثغرها ابتسامة الظفر, فدخلت وقالت : الآن قد اعترفت بالحقيقة وأقررت أن{كيد النساء غلب كيد الرجال}فأجاب الشاب: ولكن مع الأسف بعد فوات الأوانفقالت الفتاة: لن أتركك في محنتك, وخلاصك في يدي ! فما عليك إلا أن تبحث عن جماعة من النور (الغجر) تطلب منهم أن يزعموا أنك واحد منهم, وأن يحضروا على أساس أنهم أقاربك وأصحابك إلى بيت القاضي في يوم العرس, وهكذا كان, فقد وصلت الجماعة في اليوم الموعود بطبل وزمر ورواقص وأهازيج, في حين كان القاضي يجلس مع علية القوم وأشراف المدينةفهرع الشاب إلى ملاقاتهم والترحيب بهم, ولما سأله الحاضرون عن الخبر, أجابهم: أنا منهم وهم مني, ولا أستطيع أن أنكر حسبي ونسبي, ولذلك دعوتهم ليحتفلوا بي في يوم عرسي.فصاح به قاضي القضاة: كفى, ونحن أيضا لا نستطيع أن نتخلى عن حسبنا ونسبنا, قم وانصرف أنت وجماعتك, وابحث لك عن زوجة من بناتهم, وعفا الله عما سلفوفي الغد, ذهب الشاب إلى دكانه, وإذا بالصبية تأتيه, فاستقبلها هاشاًّ باشاًّ, وأخبرها بنجاح مشورتها ومكيدتها التي خلصته من شراك تلك الصبية, ثم سألها حقيقة نفسها فأخبرته, فلم يلبث يسيرا حتى ذهب وطلب يدها معترفاً بالهزيمة أمام كيد النساء وتدبيرهن الذي لا يقاوموالان لنري ان كان كيد الرجال قد غلب كيد النساءأم العكسكان أحـد المـلـوك يحب أكل السمك ، فجاءه يوما صياد ومعه سمكه كبيرة ،فأهداها للملك ووضعها بين يديه ، فأعجبته ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ،فقالت له زوجته : بئس ما صنعت . فقال الملك لما ؟فقالت : لأنك إذا أعطيت بعد هذا لأحد من حشمك ، هذا القدر ،قال : قد أعطاني مثل عطية الصياد ،فقال: لقد صدقت ، ولكن يقبح بالملوك ، أن يرجعوا في هباتهم ، وقد فات الأمر ،فقالت له زوجته : أنا أدبر هذا الحال ،فقال : وكيف ذلك ؟فقالت : تدعو الصياد ،وتقول له : هذه السمكه ذكر هي أم أنثى ؟ فإن قال ذكر ، فقل إنما طلبت أنثى ، وإن قال انثى قل إنما طلبت ذكرا.فنودي على الصياد فعاد ، وكان الصياد ذا ذكاء وفطنة ، فقال له الملك : هذه السمكة ذكر أم انثى ؟فقال الصياد : هذه خنثى ، لا ذكر ولا أنثى ؟فضحك الملك من كلامهوأمر له بأربعة آلاف درهم ،فمضى الصياد إلى الخازن ،وقبض منه ثمانية آلاف درهم ، وضعها في جراب كان معه ، وحملها على عنقه ، وهم بالخروج ،فوقع من الجراب درهم واحد ،فوضع الصياد الجراب عن كاهله ، وانحنى على الدرهم فأخذه،والملك وزوجته ينظران اليه ، فقالت زوجة الملك للملك : أرأيت خسة هذا الرجل وسفالته ، سقط منه درهم واحد ،فألقى عن كاهله ثمانية آلاف درهم ، وانحنى على الدرهم فأخذه ، ولم يسهل عليه أن يتركه ، ليأخذه غلام من غلمان الملك ،فغضب الملك منه وقال لزوجته صدقت.ثم أمر بإعادة الصياد وقال له : ياساقط الهمة ، لست بإنسان ، وضعت هذا المال عن عنقك ، لأجل درهم واحد ، وأسفت ان تتركه في مكانه ؟فقال الصياد : أطال الله بقاءك أيها الملك ، إنني لم أرفع هذا الدرهم لخطره عندي ، وإنما رفعته عن الأرض ، لأن على وجهه صورة الملك ، وعلى الوجه الآخر إسم الملك، فخشيت أن يأتي غيري بغير علم ، ويضع عليه قدميه ، فيكون ذلك استخفافا باسم الملك ، وأكون أنا المؤاخذ بهذا ، فعجب الملك من كلامه واستحسن ما ذكره ، فأمر له بأربعة آلاف درهم.فعـاد الصياد ومعه اثنا عشر ألف درهم ، وأمر الملك مناديا ، ينادي : لا يتدبر أحد برأي النساء ، فإنه من تدبر برأيهن ، وأتمر بأمرهن ، فسوف يخسر ثلاثة أضعاف دراهمة . | |
|
الإثنين أغسطس 10, 2009 6:08 am من طرف محمد الأنصاري