طبعة جديدة من "ملاحظات نحو تعريف الثقافة" لإليوت
صدر ضمن سلسلة "الفكر" بالهيئة العامة المصرية للكتاب طبعة جديدة من كتاب "ملاحظات نحو تعريف الثقافة" للكاتب والشاعر الإنجليزى ت .س .إليوت، والذي نقله الي العربية وقدم له الدكتور شكرى محمد عياد.
ويفسر عياد وجهة نظر الكاتب الإنجليزي في اختيار عنوان كتابه من خلال سؤاله "هل هناك شروط ثابتة إذا اختلفت، فليس لنا أن نتوقع قيام ثقافة راقية؟" فلا يعد إليوت بنظرية حول مفهوم الثقافة، أو القوى الثقافية، والعوامل الثقافية، ولكنه يكشف لنا عن أسباب نمو الثقافة وتدهورها.
وتابع مقدم الكتاب وفقا لصحيفة "اليوم السابع" المصرية أن شروط قيام شىءٍ ما لا تستتبع بالضرورة قيام هذا الشىء.
ويشير عياد إلى أن اختيار "إليوت" للكلمة الأولى فى هذا العنوان تدل على جملة أشياء، الأول أن الثقافة فى نظره ليست نتاجًا حتميًا لقوى أو عوامل، والثاني أنه لا يحاول أن يقدم حلولاً لمشكلات ثقافية قائمة فعلاً، بل يحاول أن يرسم صورة للثقافة الراقية كما يتصورها، والثالث على أنه يقصد إلى نقد أفكار معينة عن الثقافة، لا تلتئم مع هذه الصورة، أو لا تراعى تلك الشروط.
ويقدم الكتاب ثلاث أفكار رئيسية عن الثقافة، ولها قيمتها الموضوعية، أولى هذه الأفكار "الوحدة والتعدد فى الأنماط الثقافية"، فهناك ثقافة إنسانية تنظم البشر جميعاً، وفى الوقت نفسه ثقافة محلية تميز أهل قريةٍ ما عن أخرى مجاورة لها
وثاني هذه الافكار "الارتباط بين الثقافة والدين"، حيث يري إليوت "إن ما حاولت التلويح به من نظرة إلى الثقافة والدين لجد عسير بحيث لا أحسبنى أدركهُ أنا نفسى إلا لمحًا، ولا أحسبنى واقفًا على جميع دلالاتهِ، وهى أيضاً نظرة تنطوى على خطر الوقوع فى الخطأ فى كل لحظة، لعدم التنبه إلى تغير فى المعنى الذى يكون لكلتا الكلمتين حين تقتربان على هذا النحو، بصيرورتهما إلى معنى قد يكون لإحداهما بمفردها.
وتعتبر الفكرة الثالثة أن الثقافة جانب كبير غير واعِ، وتتصل بهذه الفكرة فكرة توارث الثقافة، ولا شك أننا إذا وسعنا مفهوم الثقافة بحيث تدل على "طريقة الحياة" لا بد أن نوسع مفهوم الثقافة، أن نفهم النشاط البشرى على أنه كلّ مترابط الأجزاء.