|
القضاء الأسكتلندي يخلي سبيل المقرحي
|
المقرحي حر وطائرة خاصة تقله الى ليبيا
لندن - العرب أونلاين - أسدل القضاء الأسكتلندي الستار على قضية لوكربي اثر عودة المواطن الليبي عبد الباسط علي محمد المقرحي الى موطنه ليبيا الخميس لأول مرة منذ عام 1999 واعلان وزير العدل الاسكتلندي كيني مكاسكيل عن ايقاف الحكم المؤبد الصادر بحقه واخلاء سبيله لأسباب انسانية.
وقال الوزير مكاسكيل في مؤتمر صحافي إنه قرر السماح للمقرحي بالعودة إلى ليبيا ليقضي ما تبقى من عمره هناك نتيجة اصابته بحالة متقدمة من سرطان البروستات، وبعدما قدّر أطباء بأنه سيعيش لفترة قصيرة.
وسيتسنى للمقرحي لأول مرة منذ عشر سنوات قضاء شهر رمضان في موطنه وبين أفراد عائلته. كما ينتظر أن يكون أحد الأسماء البارزة في الاحتفالات الخاصة بالذكرى الأربعين من ثورة الفاتح من سبتمبر.
والمقرحي مولود في الاول من نيسان/أبريل عام 1952 في طرابلس، وهو متزوج وأب لخمسة أولاد.
وكافحت ليبيا طويلا لاستعادة مواطنها من السجون الاسكتلندية وقدمت قبل أشهر طلباً لاستلام المقرحي بموجب مذكرة التفاهم التي ابرمتها مع بريطانيا حول تبادل المسجونين، كما رفع المقرحي طلباً إلى الحكومة الاسكتلندية الشهر الماضي من أجل اخلاء سبيله لأسباب انسانية.
وأُتهم المقرحي (57 عاما) في عام 2001 بالضلوع في تفجير طائرة "بان أميركان" اثناء قيامها برحلة بين لندن ونيويورك فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في الثامن عشر من ديسمبر/أيلول 1988 ما أدى إلى مقتل 270 شخصاً من بينهم 189 أميركياً، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في اطار محاكمة جرت في هولندا بموجب القانون الاسكتلندي وشابتها كثير من الثغرات.
وأمضى المقرحي 8 سنوات من حكم السجن الصادر بحقه قبل الاعلان أواخر العام الماضي عن اصابته بسرطان البروستات الذي بات الآن في مراحله المتقدمة.
وكان طبيب متخصص في امراض السرطان قد دعا الاربعاء عقب زيارة قام بها مؤخرا للمقرحي الذي يعاني من سرطان في مرحلة متقدمة، الى اتخاذ قرار "عاجل" بشأن قضيته في الوقت الذي كانت السلطات الاسكتلندية تدرس فيه امكانية السماح باعادته الى ليبيا.
وقال البروفيسور كارول سيكورا الذي قام بتقييم حالة المقرحي في سجنه الاسكتلندي الشهر الماضي، انه يعاني من سرطان البروستات القوي "الذي انتشر في جسمه بشكل كبير" ولا يستجيب للعلاج.
ووصف سيكورا المقرحي بعد لقائه الشهر الماضي بانه "شخص في غاية الذكاء ومثقف ومتدين جدا ويرغب في ان يقضي الاسابيع القليلة المتبقية من حياته مع زوجته وابناءه الخمسة".
وصرحت المحامية ماغي سكوت ان "الاولوية القصوى بالنسبة له هي ان يموت وهو محاط بعائلته".
ويعود المقرحي الى موطنه لأول مرة منذ 1999، عندما سلمته ليبيا الى القضاء البريطاني مع متهم اخر هو الامين خليفة فحيمة.
ووجهت الى الرجلين اتهامات بالضلوع في التفجير في 1991، بعد تحقيق بريطاني واميركي.
وخلال محاكمته امام محكمة اسكتلندية انعقدت في كامب زايست في هولندا اعتبارا من العام 2000، كان المقرحي الذي درس في الولايات المتحدة يظهر مرتديا الجلابية الليبية التقليدية. وقدم نفسه بلغة انكليزية متقنة خلال محاكمته بوصفه مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الليبي.
وتمت تبرئة فحيمة خلال المحاكمة، لكن المقرحي اعتبر مذنبا في 2001.
غير أن اسكتلندا بعد مراجعة قضيته حكمت عام 2007 بأنه ربما تكون العدالة قد أسيء تطبيقها.
وشكك الكثير من اقارب الضحايا البريطانيين في المحاكمة وانتقدوا خصوصا شهادة بائع الملابس المالطي الذي تعرف على المقرحي. ويقول البعض ايضا إن الأدلة التي قدمت في محاكمته ضعيفة بدرجة لا تسمح بإدانته.
وقالت محامية المقرحي مارغريت سكوت ان الحكم شكل "خطأ قضائيا".
ولم يكف المقرحي من جهته عن تأكيد براءته واستأنف الحكم مجددا في ايار/مايو، بعد ان خسر اول استئناف.
وقبل الاعلان عن قرار الافراج تحدثت وسائل اعلام بريطانية أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيرسل طائرته الخاصة إلى اسكتلندا لنقل المقرحي.
وقالت صحيفة التايمز إن طائرة خاصة كان من المقرر أن تتولى مهمة نقل المقرحي من مطار غلاسكو، غير أن الرحلة أُلغيت الاربعاء بسبب انشغال مستشاري الوزير مكاسكيل في محادثات حول مصير المواطن الليبي نتيجة الضغوط الدبلوماسية المكثفة من الولايات المتحدة لإبقائه وراء القضبان.
واشارت الصحيفة إلى أن الليبيين اتصلوا بمطار غلاسكو لابلاغه بأن طائرة القذافي الخاصة ستقوم بزيارة قصيرة إلى المطار لنقل مسافر خاص.
ونسبت التايمز إلى مصادر دبلوماسية في لندن قولها إن السلطات الاسكتلندية "ستسمح للمقرحي بالعودة إلى ليبيا رغم الضغوط الأمريكية"، مشيرة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون وسبعة أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأميركي مارسوا ضغوطاً على وزير العدل الاسكتلندي مكاسكيل لابقاء المقرحي في السجن.
وقال المحامي الجزائري سعد جبار الذي يتخذ من لندن مقرا له وعمل لحساب ليبيا في قضية لوكربي إن الإفراج عن المقرحي سيسدي لبريطانيا "معروفا كبيرا."
وقال للإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "سيحسن هذا العلاقات... بريطانيا واسكتلندا ستكبران في عيون الدول العربية."
وأضاف "أؤكد لكم أن هذا سيفيد المصالح البريطانية."