منتديات ملتقى القوافل
مَدَدْنَا الأيْدِي ترْحِيـبًا فأهْــلاً

وسَهْـلاً بالكِـرَامِ مَـعَ الكِـرَامِ

هَدايا الـحُبِّ نَنثُـرُهَـا وُرُودًا

علـى كُـلِّ القَوَافِلِ باحْـتِـرَامِ
منتديات ملتقى القوافل
مَدَدْنَا الأيْدِي ترْحِيـبًا فأهْــلاً

وسَهْـلاً بالكِـرَامِ مَـعَ الكِـرَامِ

هَدايا الـحُبِّ نَنثُـرُهَـا وُرُودًا

علـى كُـلِّ القَوَافِلِ باحْـتِـرَامِ
منتديات ملتقى القوافل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ملتقى القوافل

مشروع ثقافي إعلامي سياسي اجتماعي أسس لخدمة الدين الإسلامي والمجتمعِ المسلم والوطنِ الإسلامي الفسيح عامة وصحراء أزواد خاصة من أدناها إلى أقصاها.
 
الرئيسيةتحية عطرة لزوارأحدث الصورالتسجيلدخول
أهداف المشروع: 1- تغييرُ الواقعِ المرِّ"و"بناءُ المستقبلِ"و"مُعايشةُ الواقعِ بعقلانيَّةٍ؛مع أخذِ الماضِي بعينِ الإعتبار"و"تطويرُ المجتمعِ؛ليكُونَ قَادرًا على مُواجهةِ التحدِّيات؛قادرًا على حلِّ مُشكلاته؛ثم تسخيرُ الطَّاقَاتِ"و"الموارِدِ"والمواهِبِ"و"القدُرَاتِ لهذا الهدف"و"استنهاضُ الهمَمِ"و"تحريكُ المشاعِرِ؛لحثِّ الجيلِ الصَّاعِد على العملِ الدَّؤُوبِ؛والبناءِ المتواصِلِ؛لدفعِ عجلةِ التنميةِ الإجتماعيَّةِ إلى الأمامِ باستِمرار"و"استخدامُ كافَّةِ الوسائلِ المتاحَةِ لدينا وتسخيرِها لتحقيقِ هذه الأهداف..عملاً بقوله تعالىSadوَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..)[التوبة : 105]..2- جمعُ الكلمة"و"توحيدُ الصفِّ"و"لمُّ الشملِ"و"تقويةُ الرَّوابطِ المشتركة"و"تأليفُ القُلوب"و"ترويضُ النفوس" و"الحفاظُ على أمنِ الأوطان،وسلامةِ المجتمعات"و"استقطَابُ أكبر عددٍ ممكن من(إخواننا وجيراننا وحُلفائنا)ومحاولة دمج برامجنا المتباينةِ فى برنامجٍ سلميٍّ مُشتركٍ يُحقِّقُ لنا جميعَ أهدافنا المشتركة على المدى القريب والبعيد؛لنحققَ الوحدةَ الوطنية"و"نقف صفًّا واحدا ضدَّ عدوِّنا المشترك الذي يشُلُّ إرادتنا ويسلبُنا أمننا الداخلي ويحرمُنا نصيبنا من حُقوقنا الإنسانية..عملاً بقوله تعالىSadوَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ.)الأنفال:46]..3- دعوةُ كافةِ الأطرافِ المتنازِعة فى بلادِنا إلى مصالحةٍ وطنيةٍ"و"استبدَالِ العنفِ باللينِ"و"الإجحافِ بالعدلِ"و"التناحُرِ بالتعاوُنِ"والتدابُرِ بالتحاوُرِ"و"الحرْب بالسِّلم"و"سياسةِ التهميشِ بسياسَةِ التنميةِ الإقتصاديةِ الشاملةِ" وذلك وفق برامج اجتماعيَّة سلميّة مشتركَة لا تتعارضُ لا مع(مَصالِحنا الوطنية)ولا(مُعتقداتِنا الدينية)ولا(القوانينِ الدولية)..عملاً بقوله تعالىSadإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.)[الحجرات:10]..4-إستدرارُ عطفِ حُكَّام بلادِنا"و"امتصاصُ غضَبهم"و"الوقُوفُ خَلفَهُم"و"الإستنجَادُ بهم"ومُؤَازتُهم"و"هَدْمُ بُؤَرِ التوتُّرِ التي تشعلُ نيرانَ الفتنِ بين المسلمِين"و"تقريبُ وجهَاتِ النظر"و"إصلاحُ ذاتِ البين"و"سدُّ الثغراتِ الموجودة"و"نبذُ الفرقة"وذمُّ التشرذُم"وتضييقُ دائرةِ الإختلافِ"و"رتقُ الخَـرْقِ"و"إخمادُ الفتَنِ"و"محاربةُ الأفكارِ الهدَّامةِ،والسُّلُوكـيَّاتِ الشاذَّةِ المنحرفة"و"فضُّ النزاعَاتِ"و"الأخذُ على أيدِي المفسدِين فى الأرضِ"و"التحاكُـمُ إلى شرع الله عند الإختلاف..عملاً بقوله تعالىSadفَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ..)[النساء :59]..5- فتحُ باب المشاركة لكافةِ الشُّرَكاءِ"و"إنصافُ جميعِ الأطرافِ"مع تحرِّي العدلِ فى كلِّ القضايا"و"مدُّ جُسُور التواصُلِ بيننا"و"نشرُ ثقافة التسامُح"بين"الشُّعُوب"و"الثقافات"و"التوجُّهات"..فنحن إخوةٌ فى الدِّين و"شركاءُ فى الأوطان"و"جيرانٌ"و"حلفاء..قال تعالىSadوَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ..)[التوبة:71]..6- محاربةُ(العنصريَّة)بكافةِ أشكالهاو(الطبقيَّة)المُمَنهجَة التي تهدمُ حضارَتنا و(المذهبية)التي تتعصب لمذهبٍ أو فكر أو توجُّهٍ مَّا و(الطَّائفية)وغيرها..و(تعميمُ المُسمَّيات)ما أمكن؛لتشمَلَ كافةَ مُكوِّنات شُعُوب بلادِنا بلا استثناء؛مع محاربة المسمَّياتِ(الدِّعَائيةِ المسيَّسَةِ الضَّيِّقَةِ)التي لا تخدِمُ مَصَالحنا المشتركة..عملاً بقوله تعالىSadيا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..)[الحجرات:13]..7- تربيةُ النفُوسِ"و"عِـلاجُ القلُوب العليلة"و"تصحيحُ المفاهيم الخاطئة"و"نصبُ منابرِ الوعظِ،والإرشادِ،والنُّصحِ ،والتوجيهِ؛والأمرِ بالمعروفِ،والنهيِ عن المنكرِ،والدَّعوةِ إلى دين الله الحقِّ على بصيرة"و"نشرِ الحقِّ،والعدلِ، والوعيِ بين أبناء المجتمع وحثِّهم على فعلِ الخيرِ باستِمرار..عملاً بقوله تعالىSadوَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ.)[التوبة:122]..
المواضيع الأخيرة
» الإتصال الإكتروني
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالأربعاء أغسطس 17, 2016 8:23 am من طرف أبو عدي الأنصاري

» أنشودة يمة
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالإثنين نوفمبر 28, 2011 2:46 pm من طرف عمرعبدالله

» نبذة عن جمهورية مالي
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالخميس سبتمبر 29, 2011 2:26 am من طرف ابن البرج

» مسابقة الشعراء
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالأربعاء فبراير 23, 2011 8:32 am من طرف محمد الأنصاري

» مسؤولية المرأة المسلمة باللغة الطارقية (تماشق)
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالأربعاء فبراير 16, 2011 4:04 am من طرف عمرعبدالله

» صلة الرحم - باللغة الطارقية (تماشق) الجزء الأول
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالسبت فبراير 12, 2011 3:40 am من طرف عمرعبدالله

» جميع مرئيات الشيخ محمد العريفي , أكثرمن60 درس مرئي
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالجمعة فبراير 11, 2011 6:59 am من طرف عمرعبدالله

» عش مع الداعية السميط
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالجمعة يناير 21, 2011 5:28 am من طرف مختارمحمد الانصاري

» كن سعيدا
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالأحد ديسمبر 26, 2010 6:04 am من طرف محمد الأنصاري

» التحفيز في ظل الاسلام وصور من التحفيز في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالأربعاء ديسمبر 22, 2010 6:14 am من طرف محمد الأنصاري

» الملاذ الوحيد
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالأحد ديسمبر 19, 2010 5:00 am من طرف محمد الأنصاري

» لا فرق بين الأسهم والحمير ، فى قوانين وأعراف الهوامير
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 3:52 am من طرف محمد الأنصاري

» لون حياتك بالطاعات؟؟
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالجمعة ديسمبر 17, 2010 2:00 am من طرف عمرعبدالله

» حكم وتجارب
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالجمعة ديسمبر 17, 2010 1:54 am من طرف عمرعبدالله

» الحرب على القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بين التوافق مع اختلاف الأهداف
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Emptyالخميس ديسمبر 16, 2010 6:07 am من طرف محمد الأنصاري

مكتبة الصور
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Empty
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ابوعيسى
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
محمد الأنصاري
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
طيب النفس
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
عمرعبدالله
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
waleed_isec
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
محمد علي الأنصاري
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
أبوأحمدالأنصاري
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
عبدالباري الانصاري
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
عبدالله مصطفى الانصاري
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
فوزي فطاني
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_rcapالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_voting_barالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب I_vote_lcap 
عدد الزوار
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوعيسى
مساعد المدير
مساعد المدير
ابوعيسى


الجنس : ذكر تاريخ التسجيل : 10/08/2009

الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب Empty
21082009
مُساهمةالجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب

الجابري يكتب عن دار الإسلام ودار الحرب
الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب No
محمد عابد الجابري


مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب

بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، ارتأينا أن نخصص مساهمتنا في هذه الصفحة لشرح وتحليل جملة من المفاهيم الإسلامية التي تهمنا في الوقت الراهن. إن هذا لا يعني أننا سنأتي بجديد، فمجال الدين لا جديد فيه، ولكن بما أن النسيان والغفلة والتغافل والجهل والتجاهل أمور ملازمة للإنسان فقد يجب التذكير، و"الذكرى تنفع المؤمنين". وبما أن الفضاء الحضاري، العربي والإسلامي من المحيط الأطلسي غرباً إلى المحيط الهادئ شرقاً، يعيش اليوم حالة حرب مزدوجة: حرب تُشن عليه من الخارج كما هي الحال في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان، وحرب معلنة أو غير معلنة، يشنها بعض المسلمين على بعض، بلداناً وطوائف وجماعات، فقد رأينا من المناسب أن نعود، بداية، إلى مفهوم "دار الحرب ودار الإسلام".

نعم، نحن نعيش الحرب يومياً: بعيوننا وأسماعنا، على شاشات التلفزة وأمواج الإذاعات وصفحات الجرائد، نعيشها بوجداننا وأحاسيسنا وبكل شيء فينا. لقد أصبحت أخبارها ومناظرها من مألوفنا اليومي، وبتنا مجندين "مكيفين"، ذهنياً وغرائزياً وإيديولوجياً، لقبولها كمعطى مهيمن على الواقع المعيش هيمنة لم نعد نسمع فيها من جليسنا أو جارنا، وربما حتى من داخل أنفسنا، عبارة الاستنكار التي طالما سمعناها من آبائنا وأجدادنا: عبارة "اللهم إن هذا منكر". حالة الحرب على المسلمين وبين المسلمين هي وحدها "حالتنا"، الإعلام بجميع أنواعه وأشكاله يتسابق ويتنافس لنقل أخبارها مفصلة دقيقة بدقيقة، ونحن نشاهد... كما نشاهد مباراة في كرة القدم: لكل فريق مناصر يفرح لغلبته وخصم يطرب لانهزامه! ومن منا لم يكتسب عفوية الانفعال مع مثل هذا "المشهد" يصمت متضجراً أو شامتاً، أو مذهولاً يعاني من الشعور بالعبث و"الغثيان".

الواقع لا يرتفع. والوضع مأساوي إلى درجة أن المرء قد لا يرى موقفاً ممكناً للتخفيف من مأساويته وقساوته غير تذكير "اللاعبين"، الذين يتقاتلون رافعين شعار "الإسلام"، تذكيرهم بأن "جماعة اللصوص" يتعاملون مع بعضهم بعضاً بـ"أخلاق" حديدية يرجعون بها إلى قيم العدل والمساواة والاحترام المتبادل... إلخ.

سنخصص هذه المقالة، إذن، لجانب من جوانب "أخلاقيات الحرب في الإسلام"، داخل "دار الإسلام" وخارجها.

***

"دار الحرب" عبارة تطلق في الفقه الإسلامي على البلاد التي أهلها في حالة حرب مع المسلمين، أي الذين ليسوا مسلمين ولا تربطهم مع المسلمين معاهدة صلح أو أمان... إلخ. وفي المقابل تطلق "دار الإسلام" على بلاد المسلمين أينما كانوا، وهي دار سلام لا يجوز التحارب بين أهلها -المسلمين- إلا إذا تعلق الأمر بقتال "المحاربين"، وهم قُطاع الطرق الخارجون عن النظام العام الذين يعتدون على أرواح الناس وأموالهم.

ليست لهذا التصنيف، في الفقه الإسلامي، أية دلالة إيديولوجية تجعل معنى "دار الحرب" ينصرف بالتحديد إلى جهة معينة أو دين معين، كما يفهم ذلك كثير من الغربيين الذين يستعيدون اليوم هذا التصنيف لتكريس ما يسمونه بـ"الصراع الأبدي" بين "الإسلام" و"الغرب". وبعبارة أخرى، تنتمي مقولة "دار الحرب" في كتب الفقهاء إلى ما يعبر عنه اليوم بـ"القانون الدولي"، إذ يتناولون من خلالها العلاقة بين "دار الإسلام" وبين الدول الأخرى غير الإسلامية.

من ذلك، أن "دار الإسلام" لا يجوز فيها التحارب بين المسلمين، لا يجوز أن يعلن بعضهم الحرب على بعض، أفراداً كانوا أو طوائف أو قبائل أو مذاهب دينية أو دولاً. أما ما هو "خارج دار الإسلام"، فيطلق عليه "دار الحرب"، بمعنى الجهة التي يمكن أن تدخل معها دار الإسلام في حرب: إما وجوباً، وإما جوازاً، وإما لا يجوز. ذلك أن علاقة دولة المسلمين بها إما أن تكون من قبيل إعلان الحرب وإما من قبيل الصلح، وإما من قبيل الأمان.

حالة إعلان الحرب واضحة، والإسلام لا يشن حرباً على جهة من الجهات إلا في إطار الدفاع عن النفس. أما الصلح، ويعبر عنه أيضاً بالمهادنة أو الموادعة أو المعاهدة أو المسالمة، فيقصد به إبرام عقد بين الدولة الإسلامية (يبرمه رئيسها أو من ينوب عنه) وبين جهة غير إسلامية على ترك القتال والعيش في سلام. وإنما تم التنصيص على أن هذا العقد إنما يبرمه رئيس الدولة أو من يمثله، تمييزاً له عن "عقد الأمان"، الذي سيأتي ذكره. ويضيف الفقهاء أن عقد الصلح يكون لمدة مؤقتة، أولاً لأنه لا يجور القعود عن الدفاع عن النفس والمال والدين... إلخ، إلى الأبد، وثانياً تمييزاً له عن عقد الذمة الذي يكون بين المسلمين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى وكذلك المجوس؛ لأن عقد الذمة مؤبد. أما عقد الصلح، فهو غير مؤبد. والإسلام يقبل مسالمة الكفار والمشركين لقوله تعالى مخاطباً رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، الذي كان في حالة حرب مع مشركي مكة: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ" (الأنفال: 61). ومعروف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عقد صلح الحديبية مع كفار قريش، وكان ذلك لمصلحة الإسلام. ومن هنا، أجمع المسلمون على جواز الصلح مع الكفار عند ظهور المصلحة. فإذا تعينت المصلحة أصبح الصلح واجباً. وأكثر من ذلك أجاز بعضهم أن يصالح الإمام على شيء يدفعه المسلمون إلى الكفار إذا دعت إلى ذلك ضرورة كاتقاء الفتنة أو غير ذلك.

هذا باختصار عن الصلح. أما الأمان، أي إعطاء "الأمن" للمشركين فقد استدل عليه الفقهاء بقوله تعالى: "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ" (التوبة:6)، أي يهتدي به ويرجع عن كفره. وعززوا ذلك بأحاديث وبسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- خاصة عقده الهدنة مع قريش بالحديبية. ومن ثم قالوا: "إذا اقتضت المصلحةُ إعطاء الأمان للمشركين من أجل استمالتهم إلى الإسلام، أو من أجل راحة الجيش أو ترتيب أمور المسلمين للحاجة أو لمكيدة وغيرها، جاز الأمان".

والأمان نوعان: أحدهما: عام، وهو ما تعلّق بأهل إقليم أو بلد، فتعقد الهدنة أماناً لكافتهم، وهو من اختصاص الدولة لا الأفراد. أما النوع الثاني، فهو الأمان الخاص، أي إعطاء الأمان للأفراد، ويصحّ من الولاة والآحاد. فبإمكان الفرد الواحد من المسلمين أو الوالي على ناحية أن يمنح الأمان لكافر واحد أو لجماعة من الكفار لا يتعطل بعددهم جهاد ناحيتهم، فإن كثروا حتى تعطّل بهم جهادهم صار أماناً عاماً.

وقد لخص بعض الفقهاء الوضعية القانونية التي يكون عليها القادم من "دار الحرب" إلى "دار الإسلام" على ضوء أحكام الهدنة، فقالوا: "إذَا دَخَلَ الحرْبِيُّ دَارَ الإسْلاَمِ بِأَمَانٍ في تِجَارَةٍ، أَوْ رسَالَة، ثَبَتَ لَهُ الأَمَانُ في نَفسه وَمَالِهِ، وَيَكُونُ حكمُه في ضَمانِ النَّفْسِ وَالمَالِ، وَمَا يَجِبُ عليهِ مِنَ الضَّمَانِ، وَالحُدُودِ، حُكْمَ المُهَادنِ؛ لأنَّهُ مِثْلُهُ في الأَمَانِ، فَكَانَ مِثْلَهُ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ. وَإنْ عَقَدَ الأَمَانَ، ثُمَّ عَادَ إلَى دَارِ الحَرْبِ في تِجَارَةٍ، أَوْ رِسَالَةٍ، فَهُوَ عَلَى الأَمَانِ في النَّفْسِ وَالمَالِ؛ كالذمي إذَا خَرَجَ إلَى دَارِ الحَرْبِ في تِجَارَةٍ أَوْ رِسَالَةٍ. وَإنْ رَجَعَ إلَى دَارِ الحَرْبِ بِنِيَّةِ المُقَام، وَتَرَكَ مَالَهُ في دَارِ الإسْلاَمِ، انْتَقَضَ الأَمَانُ في نَفْسِهِ، وَلَمْ يَنْتَقِضْ في مَالِهِ. فَإنْ قُتِلَ، أَوْ مَاتَ، انْتَقَلَ المَالُ إلَى وَارِثِهِ".

أما الوضعية القانونية التي يكون عليها المسلم إذا دخل دار الحرب بأمان فيحددها الفقهاء بناء على أخلاقيات الإسلام. من ذلك أنهم قالوا: "وَإنْ دَخَلَ مُسْلِمٍ دَارَ الحَرْبِ بِأَمَانٍ، فَسَرَقَ مِنْهُمْ مَالاً، أَوِ اقْتَرَضَ مِنْهُمْ مَالاً، وَعَادَ إلَى دَارٍ الإسْلاَمِ، ثُمَّ جَاءَ صَاحِبُ المَالِ إلَى دَارِ الإسْلاَمِ بِأَمَانٍ، وَجَبَ عَلَى المُسْلِمِ رَدُّ مَا سَرَقَ، أَوِ اقْتَرَضَ؛ لأنَّ الأَمَانَ يُوجِبُ ضَمَانَ المَالِ في الجَانِبَيْنِ، فَوَجَبَ رَدُّهُ".

تلك بعض أحكام الإسلام الخاصة بالعلاقة بين دار الإسلام ودار الحرب وأهليهما. وأملنا أن يتذكرها من "يقاتل"... وفي ضميره بقية من إيمان.

( الاتحاد الاماراتية)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.azwad.mam9.com
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الجابري :مفاهيم إسلامية: دار الإسلام ودار الحرب

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» ثقافة إسلامية عامة1
» هلال اصطناعي لكل دولة إسلامية!
» الرياضةُ فى الإسلام
» حكم الرسم فى الإسلام
» تسجيلات إسلامية باللغة . الطارقية (تماشق)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ملتقى القوافل :: الملتقى العام :: كشكول القوافل-
انتقل الى: