وزيرة الاعلام النيجيرية دورا اكونيلي تتحدث في مؤتمر صحفي بلاجوس يوم الاحد - رويترز فونتوا (نيجيريا) (رويترز) - يرى سكان مدينة بشمال نيجيريا هي مسقط رأس عمر عبد المطلب ان تعليمه الاجنبي وليس جذوره الاسلامية هو الذي دفعه للتشدد وقاده لمحاولة تفجير طائرة ركاب امريكية.
ووجهت الولايات المتحدة يوم السبت الماضي للنيجيري البالغ من العمر 23 عاما الذي تلقى تعليمه في لندن تهمة محاولة تفجير رحلة شركة نورث وست ايرلاينز رقم 253 عند اقترابها من ديترويت قادمة من امستردام يوم عيد الميلاد وعلى متنها نحو 300 راكب.
وصدم اقدام عمر ابن المصرفي الذي يحظى باحترام كبير على هذا العمل الصفوة الثرية في نيجيريا وسكان مدينة فونتوا حيث تقيم اسرته واغلب سكانها من المسلمين.
وقال ابراهيم بيلو (65 عاما) وهو من سكان المدينة "الجميع يعرف اسرة عبد المطلب والوالد رجل نزيه وسخي ومتعاون وقبل كل شيء مصرفي بارز. لا اري سببا لتورط ابنه في مثل هذا العمل."
ومثل غيره من شيوخ المدينة يقول بيلو ان تلقي عبد المطلب تعليمه في الخارج يعني انه نشأ بعيدا عن تقاليد شمال نيجيريا التي تشتهر بصوفية معتدلة.
وقال بيلو لرويترز "نصحيتي الوحيدة للصفوة السماح لاطفالهم بالاختلاط باطفال العامة كي يتحلون ببعض الاخلاقيات والقيم التقليدية التي تربى عليها عبد المطلب (الاب) شخصيا."
جلس خلف بيلو مجموعة من كبار السن يستمعون لمحطتي هيئة الاذاعة البريطانية وصوت امريكا الناطقتين بلغة الهوسا المحلية لسماع اخر التطورات.
وينتمي عبد المطلب لاسرة غنية في أكبر دولة افريقية من حيث تعداد السكان ويعيش معظم سكانها البالغ تعدادهم 140 مليونا على أقل من دولارين في اليوم.
وتقاعد والده من منصبه كرئيس مجلس ادارة فرست بنك أقدم بنوك البلاد في وقت سابق من الشهر الحالي بعد تاريخ مهني متميز في القطاع المالي.
ومثل كثيرين من ابناء اثرياء نيجيريا امضى عبد المطلب السنوات التي تتكون فيها شخصيته في الخارج. وقالت وزيرة الاعلام النيجيرية دورا اكونيلي ان المتهم كان يعيش خارج البلاد "لفترة من الوقت" وعاد فقط عشية الهجوم.
وقال أحمد ابراهيم وهو من نفس سن عبد المطلب "صدمنا حين سمعنا تقريرا في واحدة من محطات الاذاعة العالمية يفيد أن ابن عبد المطلب تورط في عمل ارهابي في الولايات المتحدة."
وقال وهو يشرب الكوكاكولا تحت ظل شجرة "لكن كثيرين منا لا يعرفون ابناء عبد المطلب لانهم لم ينشأوا في فونتوا."
ويبعد بيت عبد المطلب في فونتوا أكثر من 250 كيلومترا شمالي ابوجا العاصمة وهو من طابق واحد ويقع خلف بوابه كبيرة وهو أكبر من المنازل المجاورة ولكنه ليس مغاليا في الفخامة.
وتعلم عبد المطلب في المدرسة البريطانية في لومي بتوجو وهي مدرسة داخلية معظم طلابها من الاجانب المقيمين وطلبة من دول غرب افريقيا ثم درس الهندسة في جامعة لندن حيث يعتقد أنه اقام في شقة بوسط المدينة تقدر قيمتها بملايين الدولارات.
وقال صديق عرفه في لندن انه كان منطويا على نفسه وكان يرتدي طاقية دائما وهو امر نادر بين الشبان النيجيريين المسلمين الا في المناسبات الدينية.
وذكرت صحيفة ذيس داي النيجيرية انه كان يعرف باسم "الفا" وهو تعبير محلي يطلق على الطالب الذي يدرس الدين الاسلامي في مدرسته في توجو لانه كان يعظ الطلبة الاخرين.
كما قام برحلتين الى اليمن وهو طالب لتلقي دورتين قصيرتين لتعلم اللغة العربية ودراسات دينية حسبما ذكر صديق للعائلة.
واذا كان عبد المطلب دفع للتشدد في الخارج كما يعتقد كثير من مواطنيه فانه ليس الحالة الاولى.
فأحمد سعيد عمر شيخ او شيخ عمر الذي صدر عليه حكم بالاعدام في باكستان عام 2002 لقتله الصحفي الامريكى دانييل بيرل والمشتبه في صلته بهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 ينتمي لاسرة ثرية ايضا.
وولد عمر في بريطانيا أوائل السبعينات من القرن الماضي لتاجر ملابس جملة من وانستيد بشمال شرق لندن وتلقى تعليمه في مدرسة باهظة التكلفة ولكنه لم يكمل دراسته بكلية الاقتصاد في لندن.
وشهد شمال نيجيريا الذي تقطنه أغلبية مسلمة موجات من الاضطرابات الدينية وابدى بعض الدبلوماسيين الغربيين قلقهم من ان ضخامة تعداد السكان وانتشار الفقر سيجذبان متطرفين اسلاميين اجانب ولكن ما من ادلة قاطعة على مثل هذا الوجود في البلاد.
ويصر شبان مسلمون نشأوا في فونتوا على ان حياة عبد المطلب في الخارج وليس التدين الاسلامي في نيجيريا هي التي دفعته لتبني اراء متشددة.
وقال عثمان ماتي (25 عاما) وهو طالب من سكان فونتوا "نحن اولاد العامة في هذا البلد لا نعرف شيئا عن الارهاب لان اهلنا فقراء. ليس لديهم المال ليسفرونا للخارج."
من صحابي يحيى