ابوعيسى مساعد المدير
الجنس : تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| | الطلب الاسيوي محركا للخروج من الازمة الاقتصادية | |
بدأت تلوح في اميركا اللاتينية التي استفادت من الاحتياطي المتراكم خلال ست سنوات من النمو الثابت للتخفيف من آثار الازمة الاقتصادية العالمية، بوادر انتعاش اقتصادي بفضل استئناف طلب الدول الآسيوية الكبرى على مواردها الاولية. | احد شوارع كراكاس في آذار/مارس 2009 ( ارشيف اف ب - توماس كويكس) | فصحيح ان اجمالي الناتج الداخلي في المنطقة سينخفض كما هو متوقع بنسبة 1,9% في 2009 بعد ست سنوات من تسجيل معدل نمو قارب 5%، الا انه سيعاود الارتفاع بنسبة 3,1% اعتبارا من العام المقبل بحسب اللجنة الاقتصادية لاميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وتوقع البرازيلي ريكاردو مارينو رئيس الاتحاد الاميركي اللاتيني للمصارف من مدريد اخيرا ان تكون "اميركا اللاتينية من المناطق الاولى في العالم التي ستشهد انتعاشا".
والاربعاء، قالت الرئيسة التشيلية ميشال باشليه التي تمت الاشادة بانتظام بادارتها للازمة، ان "الصعوبات التي اضطررنا الى مواجهتها هذا العام بسبب الازمة العالمية بدأت تصبح وراءنا".
وبفضل وضع اكثر من عشرين مليار دولار (14 مليار يورو) جانبا عندما كانت اسعار النحاس، المادة التي تعتبر الثروة الاولى للبلاد، في اعلى مستوياتها، تمكنت حكومتها من دعم الطلب الداخلي مع خطة دعم للاكثر فقرا بقيمة اربعة مليارات دولار مطلع العام.
ومن شأن معاودة ارتفاع اسعار "الذهب الاحمر" (+72% منذ كانون الثاني/يناير) مدعوما بطلب الصين القوي (+19%)، ان تسمح لسانتياغو بان تبدأ برؤية اخر النفق.
فارتفاع طلب بكين سمح ايضا للصويا باستعادة اسعارها ما قبل الازمة، ما يصب في مصلحة البرازيل المصدر الاول لهذه السلعة في العالم.
فالعملاق الاميركي الجنوبي الذي يبلغ تعداده السكاني 190 مليون نسمة اجتاز الازمة المالية بدون اضرار جسيمة بفضل تدخل الدولة واتخاذها سلسلة من التدابير مثل دعم العملة الوطنية وضخ دولارات وخفض الرسوم على السلع الاستهلاكية او زيادة الاستثمارات العامة.
ومنذ ظهور اشارات اولية الى انتعاش على الصعيد العالمي، استعادت البورصة البرازيلية مستوياتها في ايلول/سبتمبر وكسب الريال البرازيلي 27% منذ كانون الثاني/يناير.
وبخلاف ذلك، فان العملاق الاخر في المنطقة اي المكسيك، هو الذي عانى اكثر من غيره من الازمة التي نشأت في الولايات المتحدة ولا سيما بسبب علاقاته الوثيقة مع جاره الاميركي.
كذلك، فان الحكومة "لم تتمكن من ان تنفذ في الوقت المناسب" خطة الانعاش المقررة بقيمة تناهز 20 مليار دولار "بسبب هامش المناورة الضيق للمالية العامة" كما يرى ميغل غايتان كبير المحللين في مكتب الخبراء بورسامتريكا.
الى ذلك، فان انتشار وباء انفلونزا الخنازير الذي كانت المكسيك بؤرته العالمية في نيسان/ابريل كلف الصناعة السياحية ثمنا باهظا، فيما تتوقع وزارة المال تراجعا لاجمالي الناتج الداخلي بنسبة 5,5% في 2009، قبل ان يعاود الارتفاع بنسبة 3% في 2010.
والازمة حادة ايضا في كوبا بسبب تدهور اسعار النيكل منتجها الرئيسي للتصدير. ولمواجهتها، وعد النظام الشيوعي بخطة تقشف جديدة مع تخفيضات في النفقات العامة وتوفير الطاقة.
في المقابل، فان فنزويلا التي تجني 90% من عملاتها الصعبة من النفط، استقبلت بارتياح تحسن اسعار النفط الخام التي ارتفعت من 37,84 دولارا للبرميل في كانون الثاني/يناير الى 59,40 دولارا في حزيران/يونيو.
اما الارجنتين وكولومبيا فعولتا على دعم الاشغال العامة، فيما لجأت بوغوتا الى السياسة النقدية مثل البيرو.
والتدبير الاكثر اثارة للجدل اتخذته الاكوادور. فقد عمد الرئيس رافاييل كوريا الذي وعد بتكثيف "ثورته" الاشتراكية منذ اعادة انتخابه في اواخر نيسان/ابريل، الى خفض استيراد مئات المنتجات. واتاح مبلغ ال750 مليون دولار الذي تم توفيره بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو ايجاد توازن في الميزان التجاري.
| |
|