في سابقة تاريخية .. حملة لترشيح زعيم إسلامي للانتخابات الرئاسية في تونس
الدكتور الصادق شورو
تونس : طالب عدد من المعارضين والمفكرين التونسيين في سابقة تاريخية من نوعها بتونس ، بترشيح الدكتور الصادق شورو رئيس حركة " النهضة " الإسلامية المسجون منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي للمنافسة على منصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات التي ينتظر أن تجري بتونس في أكتوبر المقبل. وتوسعت المطالبة بترشيح الدكتور شورو، التي أطلقها الدكتور خالد الطراولي رئيس اللقاء الإصلاحي الديمقراطي لتصبح أشبه بحملة إعلامية يشارك فيها عدد كبير من الكتاب والصحافيين، خاصة في مواقع الانترنت التونسية وعلى رأسها موقع " تونس نيوز " ، وهو الموقع الإخباري الأكثر قراءة من قبل النخب والمثقفين التونسيين.
وجاءت الدعوة إلى ترشيح شورو بعد " نداء الاستغاثة " الذي وجهته زوجته إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية للوقوف إلى جانب زوجها في محنته التي يعانيها منذ ما يقرب من 20 سنة.
وقالت آمنة شورو في ندائها :" إن زوجها مسجون منذ 18 سنة دون أن يرتكب جرما سوى تمسكه بحقه في أن يفكّر بصوت عال.. وأن يمارس حقه في المواطنة وفي حرية الرأي والتعبير كسائر خلق الله ".
وذكّرت شورو في النداء حصلت جريدة " العرب " القطرية على نسخة منه بالوضعية الصحية التي يعانيها زوجه، قائلة إنه " يشكو آلاما حادة بالمفاصل وصداعا مستمرّا يحرمه من لذة النوم والاسترخاء.. كما أن سوء التغذية سبب له هبوطا خطرا في ضغط الدّم، فاكتسح الشحوب وجهه ولازمته رعشة غير معهودة ليديه، إضافة إلى حالة من الهزال الشديد التي أصبحت بادية عليه " .
ومما جاء في نداء الاستغاثة أيضا، قولها " إنني أرفع أكف الضراعة إلى الله عزّ وجلّ ليرفع عنّا الضيم والظلم والمعاناة، ويسخّر لنا من أصحاب الهمم العالية والخلق الكريم من ناشطي حقوق الإنسان أفرادا ومؤسسات بالداخل والخارج، ومن المتنافسين في الدفاع عن المظلومين ومساندة المستضعفين، أن يهبوا إلى نجدتنا ويجتهدوا ما في وسعهم لوضع حدّ لمأساة عائلة بأسرها لم تعرف طعما للأمان منذ اعتقال سندها.. والعمل على انتشال زوجي من غياهب السجن لإنقاذه من الموت البطيء، ليسعد هو بالحرية ونسعد نحن بجمع شملنا بعد طول انتظار، حتى يبقى لإنسانية الإنسان معنى " .
وحرّك النداء الذي وجهته زوجة القيادي الإسلامي مشاعر العديد من المعارضين التونسيين، ونشطاء حقوق الإنسان الذي شبهوا في المقالات التي كتبوها بالمناسبة معاناة الدكتور شورو بما قاساه الزعيم التاريخي للسود في جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا.
وعمد بعض الصحفيين لإجراء مقارنة بين معاناة الرجلين من أجل الحرية والعدالة، ومنها فترة السجن الطويلة التي قضياها رهن الاعتقال وظروف إقامتهما وغياب الرعاية الصحية والمعاملة القاسية، علاوة على رفض الرجلين المساومة على حريتهما، إذ رفضا التخلي عن القضايا التي ناضلا من أجلها مقابل إطلاق سراحهما.
وتمنّت بعض الأقلام أن تكون نهاية معاناة الدكتور شورو مثل نهاية الزعيم مانديلا، حيث نقل الأخير من زنزانته إلى القصر الرئاسي، وهي النهاية الأكثر عدلا لمعاناة للزعيم الإسلامي على حد تعبير بعض الصحفيين.