كشفت الصحافة الاميركية الخميس، نقلا عن مسؤولين استخباراتيين، ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) كلفت عناصر من شركة الامن الخاصة "بلاكووتر" بمطاردة عناصر من القاعدة وقتلهم في العام 2004 في اطار برنامج سري. |
أحد الضحايا المدنيين لنيران شركة بلاكووتر الخاصة في بقاء مع مدعين عامني اميركيين في بغداد في كانون الثاني/ديمبر 2008 ( اف ب - احمد الرباي) |
وكانت ال"سي اي ايه" قد خصصت ملايين الدولارات من اجل هذا البرنامج السري، لكنه علق قبل تنفيذ اي مهمة في اطاره، بسبب التحفظ على اللجوء الى شركة خاصة، وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز. وبعد الاطلاع على البرنامج، قام ليون بانيتا مدير الوكالة الجديد الذي عينه الرئيس الاميركي باراك اوباما، بتعليقه وابلغ الكونغرس بذلك.
وقال الناطق باسم الوكالة جورج ليتل ان "بانيتا اعتقد انه يجب ابلاغ الكونغرس بهذا الامر، وقام بذلك بالفعل. وهو كان يعرف ان البرنامج لن يحقق النجاح فاوقفه". الا ان ليتل رفض تأكيد نبأ التعاون بالتحديد مع شركة "بلاكووتر" في البرنامج.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين في الادارة الاميركية ان الوكالة ابرمت اتفاقات منفصلة مع مسؤولين رفيعي الشأن في شركة بلاكووتر، بدلا من التوقيع على عقود رسمية مع الشركة نفسها.
وقطعت وزارة الخارجية اي علاقة لها بهذه الشركة الامنية بعد الجدل الذي اثارته حول اقترافها اعمال عنف في العراق. وكانت الشركة التي يقع مقرها في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق الولايات المتحدة) بدلت اسمها بعد ان منعتها الحكومة العراقية من دخول اراضيها اثر عملية اطلاق نار شارك فيها عدد من عناصرها ادى الى مقتل 17 شخصا في 16 ايلول/سبتمبر 2007.
وباتت هذه الشركة رمزا لمشاركة الشركات الخاصة في حروب القرن الحادي والعشرين. وكان العاملون فيها يثيرون غضب العراقيين الذين اعتبروا انهم يتصرفون من دون اي محاسبة.
وفي اطار برنامج ال"سي اي ايه" السري، وجدت "بلاكووتر" نفسها "مسؤولة عمليا" عن ملاحقة مسؤولي القاعدة، وقد تلقت "ملايين الدولارات من اجل التدريب والتجهيز" لهذه المهمة، وفقا لصحيفة واشنطن بوست. اما اريك برنس صاحب شركة بلاكووتر ومؤسسها فقد استقال في اذار/مارس، وكان عنصرا في "نايفي سيلز" قوات النخبة في البحرية الاميركية.