ابوعيسى مساعد المدير
الجنس : تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| | وجدة سيتي :رمـضـان شهر التجارة الرابحة مع الله | |
رمـضـان.. شهر التجارة الرابحة مع الله
وجدة سيتي : روى ابن خزيمة في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت آخر ليلة من شعبان, خطب في الناس بقوله: «أيها الناس... قد أظلكم شهر عظيم مبارك.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.. شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً... من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة في ما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة في ما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيء. قالوا: يا رسول الله, ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم. فقال صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطّر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن. وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه, وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما، فتسألون الله الجنة وتتعوذون به من النار. ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة». إن نعم الله تعالى علينا لا تعدّ ولا تحصى.. ومن أجلِّها أن جعل لنا مواسم للطاعات وأوقاتاً للقربات، يضاعف فيها الثواب ويعظم فيها الأجر. من أفضل هذه المواسم شهر رمضان.. تلك النعمة الربانية التي تهبّ على المسلم كل عام فتجدد إيمانه وتجلو قلبه وتفتح له أبواب الرحمة والغفران والعتق من النيران. 1- فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، أي ما يزيد على ثلاثة وثمانين عاماً، من أحياها وقامها إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. 2- من تقرب لله فيه بخصلة من خصال الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، والفرائض هي أحب ما يتقرب به العبد المؤمن إلى ربه تعالى، فهو القائل في الحديث القدسي: «من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه..». ولاحظ أن كلمة خصلة تفيد العموم، فمن أطعم جائعاً أو كسا عارياً أو أقرض محتاجاً أو كفل يتيماً أو أعان أرملة أو مسكيناً.. كان كمن أدى فريضة كالصلاة أو الزكاة في غير رمضان. 3- الفريضة فيه بسبعين: وتلك مكرمة إلهية أخرى... إن أكرم إنسان في الوجود -ولله المثل الأعلى- قد يرد المعروف أو يكافئ عليه بضعفين أو ثلاثة أضعاف على الأكثر، أما أن يكافئ عليه بسبعين، فهذا جود لا يصدر إلا عن أكرم الأكرمين وأسخى الأسخياء.. الله رب العالمين. 4 - هو شهر الصبر: والصبر جزاؤه الجنة.. وكفى بها جزاءً. وبالصبر تقوى الروح وتسبح في مدارج العلو والرفعة والنقاء والطهر، تلك الروح التي حبسناها أحد عشر شهراً في هذا الجسد الطيني، اشتاقت إلى بارئها وحنَّّت إلى خالقها، فهي تنتظر هذا الشهر.. لتؤدي دورها في إصلاح الجسد وقيادته نحو معالي الأمور. فيا للصوم من مدرسة لتقوية الإرادة وشحذ العزيمة ورفع الهمة والتحليق في سماء القرآن العظيم. إن رمضان يحاول إعادة شيء من التوازن بين كفتي الروح والجسد.. كفة الروح التي خفَّت وضعفت، لقلة غذائها وضعفه من القرآن والذكر، وكفة الجسد التي ثقلت بذلك الجسد المترهل المشبع، بما لذّ وطاب من الطعام والشراب. 5- هو شهر المواساة: وفي هذه الجملة البليغة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم يظهر البعد الاجتماعي للصوم. إن المسلمين جميعاً إخوة، غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم، وإذا كان الغني المترف يذوق طعم الحرمان بإرادته ابتغاء رضوان الله، فإنه حريّ به أن يحسّ بأخيه المسلم الفقير، الذي يذوق طعم الجوع والحرمان، رغم أنفه ولقلة ذات يده. 6 - شهر يزاد فيه رزق المؤمن: وهذا أمر جليّ لكل ذي بصيرة وإيمان، ويقين بوعد الله الرحمن. إن بركات الله تتنزل في هذا الشهر وفيوضاته تعمّ ونفحاته تكثر. إن مسلماً يحرم نفسه شهواتها ويقاوم رغباتها وينازع نزواتها, لهو امرؤ جدير بأن تتنزل عليه بركات الله تعالى، وهو القائل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الأعراف:96، أليس الصوم طريقاً إلى تقوى القلوب؟!. 7- ثواب إفطار الصائم: أما ما أعدّه الله تعالى من ثواب لمن أفطر صائماً.. فهو ثواب يفوق الخيال، وكرم يفوق الحدود، إن أقصى ما قد ينتظره المرء إذا فطر صائماً أن يكون له مثل أجره، أما أن يكون له فوق ذلك مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار, فذاك أمل يرنو إليه كل مسلم. 8- قبول الدعاء: ففي الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم»، وذكر منهم: «ودعوة الصائم حتى يفطر وفي رواية حين يفطر». 9- الشفاعة يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم: «القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربّ منعته الطعام والشهوات فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفّعان» رواه أحمد والطبراني. 10- اختصاص الصائم بباب الريان: قال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة باباً يقال له باب الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون, فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد» متفق عليه. 11- اختصاص الأمة بفضائل رمضان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلها: خَلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر له الملائكة حتى يُفطر، ويزيّن الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة ويصيروا إليك، ويصفّد فيه مرَدة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل يا رسول الله: أهي ليلة القدر؟ قال: لا, ولكن العامل يوفَّى أجره عند انقضاء عمله» روه أحمد. فاحرص أخي المسلم على أن يكون صيامك كصيام الصالحين، واعلم أن المقصود الأعظم من الصوم هو تصفية القلب وتفريغ الهم لله عز وجل. [color:584d=#006]عاطف أبو السعود
</FONT> | |
|