خطاب الرئيس الليبي في الامم المتحدة
بدأ الزعيم الليبي معمّر القذافي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنّ "الأمم المتحدة أنشئت بعد أن اتحدت ثلاث دول ضد ألمانيا بعدما خسرت الحرب العالمية الأولى"، وعندما انضمت دول العالم الأخرى الى هذه الدول، نشأ ما سمّي "منظمة الأمم المتحدة"، عندها قامت الدول المؤسسة بإنشاء "مجلس الأمن" وأعطت لنفسها مقاعد دائمة فيها، كما نالت حق "الفيتو"، وتابع أنّ "هذا لا يتناغم مع مدخل دستور الأمم المتحدة، الذي يقول أنّ كل الدول سواسية، ما يبرهن أنّ المدخل ليس مماثلا للمواد الموجودة في النص الدستوري".
واعتبر القذافي أنّ "القوة المسلّحة لا تستخدم إلا في المصلحة المشتركة لكلّ الدول، ولكن وقعت بعد قيام الأمم المتحدة 65 حربًا كلّها ضد الدول الصغيرة".
وطالب بمقعد دائم لإفريقيا في مجلس الأمن، وأن يكون مجلس الأمن "ممثلا لكل الأمم، عبر وجود مقعد دائم لكل اتحاد، كالإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وغيرها، على أن تنال الدول التي لا تنتمي الى أي اتحاد مقعد دائم تشغله بالتناوب، فنحن لا نقدر أن نعيش في ظل مجلس أمن" تسيطر عليه القوى الكبرى، واحدة تملك القوة النووية، وأخرى القوة الإقتصادية، وأخرى القوة التكنولوجية"، مؤكّدًا "عدم خضوعه لأي قرار يصدر عن مجلس الأمن الحالي، حتى يتمّ التصويت على هذه المقترحات، لأنه الآن عبارة عن إقطاعية أمنية وسياسية، لأصحاب المقاعد الدائمة، يستخدموها ضدنا".
وشدّد القذافي على معرفة من أعدم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وعدد من الرؤساء السابقين في دول العالم أجمع. كما هاجم بشدّة ما جرى في سجن أبو غريب في العراق، رافضًا قيام الحروب على أفغانستان والعراق، "فالطائرات التي ضربت نيويورك، انطلقت من مطار جون ف. كينيدي، ولم تنطلق من العراق ولا من أفغانستان".
وأكّد القذافي أنّ "حلّ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية غير مقبول على الإطلاق، والحلّ الوحيد هو حلّ الدولة الواحدة الديمقراطية مثل لبنان". وأكمل أنّ هاتين الدولتين ليستا جارتين، بل هما متداخلتين الى حد كبير، وأنّ عصر الدولتين انتهى مع رحيل رئيس السلطة الفلسطينية الأسبق ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون عن السلطة".
واعتبر القذافي أنّ العرب والإسرائيليين "أبناء العمّ"، "فنحن لسنا أعداء اليهود، بل أنتم أعداءهم، نحن أويناهم، وأنتم أقمتم لهم المحرقة "الهولوكوست"، والمذابح لطردهم من أوروبا".
واعتبر أنّ "الدول الكبرى حوّلت قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الى المحكمة الدولية، كي تصفّي حساباتها مع سوريا، ولن نصل الى نتيجة".