طالبت عائلة المختطف بالضغط على الرئيس ساركوزي
''القاعدة'' تهدد بتصفية الرهينة الفرنسي وتشترط الإفراج عن أربعة إرهابيين
هدد تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' بإعدام الرهينة الفرنسي، بيار كامات، الذي يحتجزه في شمال مالي، وأعلن، أمس، شروطه لقاء الإفراج عن الرهينة تتعلق بإطلاق سراح أربعة معتقلين لدى السلطات المالية (2 من بوركينافاسو، موريتاني وجزائري)، لكنه غيب الإشارة إلى بقية الرهائن الإسبان والإيطاليين أو أي شروط لإطلاق سراحهم.
يتجه تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' لإعادة سيناريو رهينة بريطاني أعدم في وقت سابق، بتوعده، أمس، بإعدام رهينة فرنسي يحتجزه منذ نهاية نوفمبر، في حال عدم الإفراج عن أربعة إرهابيين من ناشطيه المعتقلين في مالي في غضون عشرين يوما القادمة.
وفي بيان معنون بـ''شروط المجاهدين لإطلاق سراح الفرنسي المختطف''، وقعته ''مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي''، الذراع الإعلامية الجديدة لفرع ''القاعدة'' في شمال إفريقيا، بتاريخ أول أمس، أفاد التنظيم أن الخاطفين قرروا ''إبلاغ الحكومتين الفرنسية والمالية بشرطهم ومطلبهم الوحيد مقابل إطلاق المختطف الفرنسي بيار كامات. وقال البيان عن الشرط ''ألا وهو إطلاق سراح أسرانا الأربعة الذين اعتقلتهم دولة ''مالي'' منذ أشهر عديدة''، وتابع: ''ونحن نمهل ''فرنسا'' و''مالي'' مدة 20 يوما ابتداء من تاريخ صدور هذا البيان لتلبية مطلبنا المشروع، وبانتهاء المدة فإن الحكومتين ستكونان مسؤولتين بشكل كامل عن حياة الرهينة الفرنسي، وقد أعذر من أنذر''. ودعا التنظيم ''الرأي العام الفرنسي وعائلة المختطف للضغط على حكومة ساركوزي ومنعها من ارتكاب الحماقة التي ارتكبها غولدن براون تجاه مواطنه البريطاني''.
ورشحت مصادر أن يكون المطلب يتعلق بأربعة إرهابيين معتقلين في باماكو (2 من بوركينافاسو، موريتاني وجزائري) كانت نصبت لهم ميليشيا موالية للحكومة المالية كمينا، في جوان الماضي، في منطقة ''كانين'' شمالي مالي، أحدهم قيادي من إمارة الصحراء ومسؤول سرية في كتيبة طارق بن زياد، أهم فصيل عسكري للتنظيم في الساحل الصحراوي. وكان تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' تبنى، في ديسمبر، عملية اختطاف الفرنسي، بيار كامات، في 26 نوفمبر في مالي، وكذلك العملية التي سبقتها بأربعة أيام في موريتانيا المجاورة، وتم خلالها اختطاف ثلاثة إسبان. ثم جرى خطف رهينتين من إيطاليا وتبنى التنظيم العملية أيضا، ويرأس كامات (61 عاما) جمعية محلية في منطقة الفوج (شرقي فرنسا). وحسب مسؤول في هذه الجمعية فهو كان يزور مالي ''بانتظام'' حيث يعمل في زراعة نبتة تستخدم لعلاج الملاريا.
وتجنب بيان ''القاعدة'' الإشارة إلى أية شروط بخصوص الرهائن الإسبان والإيطاليين. وفسرت مصادر أن التنظيم له نية فعلا لقتل الرهينة، لأسباب ترتبط أساسا بـ''عداء'' التنظيم للحكومة الفرنسية، كما أنه من الصعب الضغط على الحكومة المالية لإطلاق سراح أربعة قياديين في التنظيم، وربما يكون سداد فدية هو الخلاص الوحيد في حال رضيت ''القاعدة'' بذلك.
ومع تسارع وتيرة قضية الرهائن ونفاد الوقت تدريجيا أمام الحكومات الغربية الثلاث، أعلن أن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، وصل العاصمة الموريتانية نواكشوط، أمس، للقاء وزير الدفاع الموريتاني، حمادي ولد حمادي. وهذا الأخير التقى بدوره، قبل يومين، وزير دفاع مالي حول موضوع الرهائن. ويعتقد أن تجنب ''القاعدة'' تحديد شروط إطلاق سراح الإيطاليين والإسبان الثلاثة مرده أن الحكومتين تلقتا المطالب عبر وسطاء بعد تردد معلومات سابقة عن فتح قنوات للتواصل مع الخاطفين.
المصدر :الجزائر: عاطف قدادرة
2010-01-12