[size=16]*** *** *** ***
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله الأمين وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فمن/ محمد بن أبي بكر بن أبا الأنصاري التنبكتي العبد الفقير إلى رحمة ربه الرّحمن الرّحيم..
إلى يحيى عيسى بن على الـ...ــيِّ ، الـ...ــيِّ ، الـ...ــيِّ
الذي اتخذَ السِّبابَ أسلوبًا والتكفيرَ منهجًا ثم سلَّ مُديةً واتخذهَا سيفًا ومدَّ إبرةً واتّخذهَا رُمحًا ورفعَ عُودًا واتخذهُ عصًى وامتطَى أتانًا هزيلاً إلى غرفة نومه وأغلق بابها خلفه بإحكامٍ فلما آوى إلى مخدِعه بدأ يزمجرُ ويُهدِّدُ ويتوعَّد: ويلٌ لعلماء المشرق ويلٌ لعلماء الحجاز أجمعين..
(ويلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ.)اقتباس من سورة البقرة[79]..
ولم يكتف بذلك بل كتبَ 64 سطرا هذيانًا مُقفَّى وأرسلها إلينا يعبرُ فيها عن مشاعرِه الحقيقية تجاه إخوته هنا فى بلادِ الحرمين الشريفين شرفها الله وقدسَها وحرسها من كلِّ مكرُوه آمين، فحملها إليّ أحدالدعاة الغيورين وجاءني فى مكتبتي وقال لي إذا كان منهجُ أهل السنة والجماعة له من يدافعُ عنه من العلماء وطُلاب العلم فهذا مجالهم وإلا فلماذا لا يذهبُون بهذه المكتبات الضخمة إلى السوق للتخلُّص منها؟؟.
وبهذه المناسبة أشير إلى أنَّ منهجنا فى الدعوة إلى الله ليس المهاجاة والسباب وتبادُل التهم جدالاً أو ما شابه وما نقوله ونكتبه ليس مُوجَّها إلى شخصٍ بعينه بل المقصُودُ منه تسليطُ الضَّوء على الأخطاء والبدعِ والخرافاتِ والعقائدِ الفاسدةِ الموجودة فى كثير من بلادِ المسلمين بالحكمةِ والموعظة الحسنة؛فمهمَّةُ الداعية المسلم ليست هداية الناس هداية توفيقٍ بل تقتصرُ مهمتُهُ على إيضاحِ الحقِّ بأفضل الأساليب..
ومن رأى أنَّ قريتَه أو بلدتَه أو دولتَه أو قبيلتَه خاليةٌ من الأخطاءِ تمامًا وليسَ فيها ما يُنكرُ شرعًا وأنَّه على حقٍّ وصوابٍ"دائمًا وأبدًا"ولا يحتاجُ إلى تذكيرٍ ولا تنبيهٍ، أو أنه غير مؤهَّلٍ لحوارِ من يُخالفُه فى الرأيِ من إخوانِه المسلمين فليتجنَّب التّكفيرَ والتفسيقَ والشتمَ فهو ليس ملَكًا مُقرَّبًا ولا نبيًّا مُرسَلاً وليس معصومًا من الخطأ..وهنا أود التذكير بأنَّ ما سأرُدُّ به على يحيى بن عيسى ليس المقصودُ منه النيل من شخصِه بل تشنيعُ ما قال وتفنيده لبعده عن الحق..
قال يحيى عيسى بن على فى مطلع قصيدته:
يا عابدِي الذهب الأسودِ قد رانا
على قلوبكمُ تجسيـمُ مولانا
*** *** ***
فكتبنا فى ردّنا عليه:
يــا من يُـجَـرِّدُنـا مِـن دِين مـــــوْلانـــا
شَـــنِّــفْ لـردِّي علــــى فـتْـواكَ آذَانـا
سبْحان خالقِنا قُـلْــهــا بـــلا خـجَــــلٍ
ولا تُـسـبِّـح بحمْــدِ اللهِ خَــجْــــلاَنــا
إرشَــادُنا واضِــحٌ فاســأَلْ خـيَـارَكـُمُوا
إذا تعَـامَيْــتَ عَـن إحْـسَـــانِــنَــا الآنـا
إنَّ الـمُجَـسِّـمَ عِـنـد العارفِـيـن يُـــرَى
مُشَــبِّــهًـا ربَّـنَـا بالخَـلْـــقِ كُفْــــــرَانا
كُـلٌّ أسَـــاءُوا "نُفـاةٌ" أوْ "مُـشَــبِّــهَــةٌ"
ضــلالُـهُـم واضِـحٌ والجَـهْـلُ قَـدْ بَانـا
كُــــــــلُّ الهُــدَاةِ نفَـوا عنَّـا تورُّطَـــنَــا
فيمَـا ادَّعيتُـم وهــذا لـيْــسَ بُهْـتَــانا
إنَّ النِّـضَــالَ عَـن التـوحِـيـدِ مَـفْـخَـرَةٌ
لكُـــلِّ شَــهْــــمٍ لِـرَبِّ النَّاسِ قَـدْ دَانــا
لذا نُدافِــعُ دومًـــــا عَـن كــرامَــتِــنــا
ودِيــنِـنَـا- ودُرُوبُ الخَـيْـرِ مَـمْـشَــانـا
أمَّـــا الموَسْــوِسُ مِــنَّــا فـهْـو عـنـدكُــمُ
يقدِّسُــــون مَـعَ الرّحـمَــنِ مَــــوْتَانـا!
وعَـابدُ الجِــسْــمِ من يَـعْـلُـو مَنابرَكُمْ
لـيَـمْـنَـحَ الـمَـيِّـتَ الـمَـقْـبُورَ سُلطَـانا
العَــرْشُ حَـقٌّ عليْه اللَّهُ قُـلْـنَـا استَوَى
وقُـلْـتُـم العَكْسَ! ذا- تكْـذيبُ مَـوْلاَنا
إمـــامُنـا مـــالكٌ أفــتَـى لسَـائلِــكُــم
معْـنى اسْتَوَى عند أهْـلِ العلْم قدْ بَانا
سُؤالُـكُــمْ بِدْعَـــةٌ فالكـيْـفُ نَـجْــهَـلُه
فـلا تَـسـلْــنِـي وفَارِقْ مَـجْـلِـسِـي الآنا
والصحيح المعتمد عند أهل السنة والجماعة في أحاديث الصفاتِ إمرارُها على ظاهرِها من غير تأويلٍ ولا تكييفٍ ولا تشبيهٍ ولا تمثيلٍ..
فكلُّ صفةِ كمالٍ وَصفَ الله بها نفسَه أو وصفه بها رسُوله فنحنُ نثبتُها كما هي وما نفياهُ ننفيه..
يا عَـابدِي كُـلِّ لـهْـوٍ ..ما تعَـجُّبُـكُـمْ؟
أمَــا اتَّخَــذتُم من الكُــفَّـارِ خِـــلاَّنا؟
بعضُ الطَّــوائفِ مـن أبـنَــاء أمّــتِـنَــا
ذلُّوا فــصَــارُوا لأهْـلِ الكفرِ إخْـوَانـا؟
أنَّى يكُونُ شُـيَـيْـخُ اللَّـهْــوِ من سَلــفٍ؟
وكــيْـفَ يُـرشِــدُكُـم من كَـانَ فَـتَّـانا؟
قـادَ ابنُ زيدٍ جُـيُـوشَ الفتْحِ فى زمَــنٍ
فيهِ الرَّسُولُ فــخُذْ من ذاكَ بُرْهَــــانـا
أكـانَ إســنَـادُكُـمْ للهِ مُـتَّــصِــــــــلاً ؟
لـمَّـا نفـيْـتُـم صِفَـاتِ اللهِ طُـغْـيَـانا؟
أسَـأتُمُـوا عندمَــا جرَّدتُمُـوا مَـلِـكًــــا
مِـن مُّـلْـكِـهِ وصَـنَـعْـتُـم مِّـنْه إنسَـانا!
تـقْـدِيـسُ من عِـلْـمُـه رَأْيٌ بــلا سَـنَــدٍ
صَـنيـعُكُمْ! - فَـكِّـرُوا فى قُـبْحِه الآنا
الفَــرْقُ بَـيْـن طَـواغِـيـتٍ "مُـقَـدْيِـنَـةٍ"
وبَـيْــنـنَـا ظَـاهِــرٌ لو فُـقْــتَ أحْـيَـانا!
قُلْ للـمُكَـفِّـرِ منكُـمْ حـينَ يَـشْـتُـمُـنَـا
إنَّـا نَـرَى الشَّـتْمَ مِـن عَـادَاتِ نوْكَـــانا
ألم تَـرَوْا أبدًا فـى الأرْضِ مـعْـصـيـةً ؟
سِـــوَى تَّـحَـــــرُّرِنَـا من قَـيْـدِ أسْــرَانـا
شِـعَـارُنـا النُّصْحُ فالإرْشَــادُ واجــبُـنـا
أمَّــا الـسُّـكُـوتُ فـعَـنْـهُ اللهُ ينْـــهَــانا
إصْــلاحُــنـا عَــمَّ فامْـنَـعْ وابـلاً غَدَقًا
مـن الـهُـطـُـــــولِ إذا أوْقَـــدْتَّ نِيـرَانـا
أنـتَ الـمُـمَـزِّقُ للأعْـرَاضِ إذْ خَــرقَـتْ
سِـهَـامُـكَ العُـرْفَ حَتَّى صِـرْتَ مَـرْمَانا
قَــدِّسْ إلَــهَـــكَ لا تَـجْـعَــلْ لهُ كُـفُــوًا
كُـمُـنـذِرٍ نـحْـنُ لَـمْ نـسْـأَلْكَ قُــرْبـَانا
لقد شَــــرَعْتُمْ لأجْــلِ اللـهْـوِ أعـيَـادًا
فأصْــبَـحَــتْ بدْعةً فـى شَــرْعِ مَـوْلاَنـا
ســنقـطَعُ الـشِّـرْكَ لا خَـوفٌ ولا مَــلـلٌ
ولا نُـرِيــدُ مِـــــــن "الوَارُوجِ" أعْـوَانـا
لا شــيْءَ أشــنَـعُ مِــن شــيخٍ بـــلا ورَعٍ
بالشَّـتْـمِ يَهْـدي إلى الإسْـلامِ عُمْيَانا
نخـشَـى على من نَّفوْا أوْصافَ خالقِنا
بأن يكُـــونُــوا لـغَــــيـرِ الله عُــبْـدَانـا
تـنـزَّهَ اللهُ عـن نَّــقْــصٍ وعَــن شَــبَــهٍ
وكـيْـفَ يُـشـبـهُ ربُّ الناسِ إنـسَــانـا؟
صَــحَّــتْ نُـصُـوصٌ ولكـن كـلُّهـا عُـطِّلَتْ
يَـبْـقَـى المُـعَـطِّـلُ طُـولَ الدَّهْـرِ حَيْرَانا
تَـخَــيَّـلَ الـبـعْـضُ منكُم ربَّنا شــبَـحًا
مُجرَّدًا من صِفاتِ الـحُــسْـنِ عِـصْـيَـانا
ونحــنُ نُـثـبـتُ مَـا الرَّحْـمـنُ أثـبَـتَـهُ
لـنَـفسِـهِ من صِـفَـاتِ الـحُـسْـنِ إيمَانا
ولـمْ نُـحَـدِّدْ لـهُ كَـــيْــفًـــا ولا كُــفُــوًا
ولم نُــمَثِّــلْ ونُـخْـلِـي العَرْشَ كُفْـرَانا
مُـوتُوا من الغـيْـظِ أنتُمْ إن أغاظَكُمُوا
تَـعْـظِـيمُـنَـا ذاكَ للرَّحْـمَـنِ مَــــولاَنـا
أمَّــا التَّوسُّـــلُ بالمخــتَــارِ سَــــيِّـــدِنـا
بـعـد المَـمَـاتِ فـقَــدِّمْ فِــيـهِ بُـرْهَــانـا
تلكَ الأقَـاويـلُ فـى أسـفَـــارِ مُـبْـتَـدِعٍ
ما أنزل اللهُ بالـبُـهْـــتَـانِ سُــلْـطَـــانا
بل كَانَ يَلْـعَنُ قَـبـلَ الـمَـوتِ من فَـعلُـوا
فِعَـلَ الـنـصَـارَى وظـنُّـوا ذاكَ إحـسَانا
إن كــنـتَ تَـصْـدُقُ حَـقًّـا فى مَـحـبَّـتِـهِ
تُــبْ واتَّــبِعْــهُ وطــبِّــقْ هَـدْيَـهُ الآنـا
أمَّــا ابنُ تـيْـمـيـةٍ فاترُكْـهُ واحْكِ لنَا
عـنِ الدَّسُــوقيِّ واصْــدُقْ ربِّي أحْـيَـانا
وعـن أبـي حـسَـــنٍ مــا سِــرُّ تَوْبَـتِـهِ؟
أمُّ البراهِــــيــنِ عـنْـهَـا اللهُ أغْـنَــانـا
الـعَـارفـُونَ هـنَا مـثـلُ الحصَى عَـدَدًا!
فــلا تُـخَــصِّــصْ مِـن الأفـرَادِ أعْـيَـانـا
قُـولُـوا رُوَيْــدًا لِّـقَوْمٍ لـفَّقُـوا تُــهَــمًــا
للأتْـقـيَـاءِ مـنَ اهْـلِ الـعـلْـمِ عُـدْوَانَـا
مَـا قَالَـهُ نَـاصِـحًـا فِـى اللهِ اوْ لائِمًـا
لـغَـائبٍ غَـائِـــــبٌ فـادْفِـنْـهُ نـسْـيَــانا
وإن رَّمَـــــاهُ فـهَـــذَا كَـــانَ بـيْـنَــهُــمَـا
أصْــلِــحْ زَمَـانَـكَ واصـنَعْ مـنْـهُ أزْمَـانا
لـسْتَ الوَصيَّ على أيتَـامِ مَذهَـبِكُـمْ!
فِرْعَونُ لمْ يُوصِ قَبلَ الـمَـوْتِ هَامَانا!
لستَ الـمَوَكَّـلَ باسْترجَاعِ مَـا سُـلِـبَـا!
ولا ابنُ " إيـدْوَلْ" فـلاَ تَـثْـأَرْ لـمَـوْتَانا
بغَــتْ بِـقَـتْـــلِكَ يــا عَــمَّـارُ واحِـــــدةٌ
مـن الفِــئَـاتِ بذَا الـمُـخـتَــارُ أفْـتَـانا
ومــن يُـبَـرِّرْ لـبَـاغٍ قَـتْـلَ سَـــادَتِــنَـــا
بَـنِــي عَـلــيٍّ فـــــــلاَ نَـــجَّــاهُ مــوْلانا
مَوْتُ الحسين وبَعْضِ الصَّـحْــب فاجعَةٌ
للمسلمِـين فـهَـل أحْصَــيْـت قَـتْـلانا؟
أمَّــــــــــــا يَــــزيــدٌ فـإنَّا لا نُــكـفِّــرُه
وسَــوفَ يلْـقَـى إلـهَ العَـرْشِ عُـرْيَانـا!
بل كان يزيدٌ أمير المؤمنين كما شهد به الليث بن سعد بعد زوال دولة بني أمية..وفى صحيح البخاري عن نافع قال: لما خلع أهلُ المدينة يزيد بن معاوية جمع ابنُ عمر حشمَه وولدَه فقال:إني سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: يُنصَبُ لكل غادرٍ لواءً يوم القيامة وإنا قد بايعنا هذا الرجلَ على بيع الله ورسُوله وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال وإني لا أعلم أحدًا منكم خلعَه ولا تابع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه.)6694 ج/6 ..
والقول بكفر يزيد خُرُوجٌ عن إجماع المسلمين وهو مذهبُ الخوارج الذي ترمون به غيرَكم.
نُـشَـنِّـعُ الخَـوْضَ فيمَـا ثارَ مِــنَ فَــتَـنٍبيَنَ الصَّـحَـابَـةِ فاتْرُكْ نَـبْـشَ ما كَانا
مذهب أهل السنة والجماعة فى هذه المسألة أنه:يجب سكوتنا عما جرى بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم من المنازعات والمحاربات التى قتل بسببها كثيرٌ منهم فتلك دماءٌ طهَّر الله منها أيدينا فلا نلوِّثُ بها ألسنتنا..
ثِنتان زادَتْ على سَــبْــعِــين طَــائفَــةً
ضــلَّــتْ جمـِـيــعًــا وَبَانتْ كـلُّـهَـا الآنا
فى سنن بن ماجه:3992 عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:افترقت اليهودُ على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة .)أهـ..
قال القرطبيُّ رحمه الله ج/ 4 فقد ظهر لنا من أصول الفرق الحرورية والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية وقال بعضُ أهل العلم أصل الفرق الضالة هذه الفرق الست وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة فصارت اثنتين وسبعين فرقة.)أهـ
خَــوَارجٌ هُــمْ كِــلابُ النَّارِ أخْـــبَــرَنَـا
خَـيْـرُ الـبريَّــةِ هَـلْ تحْـتَـاجُ تبيَـانا؟
لا جَـرْوَ أكْــثَـرُ نَـبْـحًـا من جِــرَائهِمُوا
ولا أضَــــــلَّ وهَـــــذا كُـــلُّــــهُ بَــــانــا
وَصْــفُ الـخَــوارِجِ ثـوْبٌ أنـتَ لابِـسُـهُ
وفــيــهِ تَرْفُــلُ دوْمًــا حــيــنَ تَـلْقَـانا
لـسْـنَـا خَــوَارِجَ بـلْ دَوْمًــا نُّحَـارِبُـهُـم
لـكـنَّ حِـزْبَـكَ صــارُوا الآنَ عُـمْـيَـانا!
لا يُـبْـصِـرُونَ سِوى أخْـطَـاءِ غَـيْرِهِـمُو
ولا يــــــــرَوْنَ مِـــن الأنـــدَاد سِــــوَانا
و قد وردت فى الخوارج أحاديث كثيرة منها:ما ورد عن جابر بن عبد الله قال أتى رجل رسول الله صلى الله عيه وسلم بالجعرانة منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها يعطي الناس فقال يا محمد اعدل قال ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية.)صحيح مسلم ج/2 حديث رقم 1063).
ونشهد بالله العظيم أن جميعَ الأوصافِ التي صحَّت بها الأحاديثُ فى الخوارج أو في غيرِهم من الفرق الضالة لا نجدُ شيئًا منها فى أحدٍ ممَّن ذكرتُم ولا من نهج نهجَهُم من عُلماء بلادِهم ولا أحد يجهلُ ذلك إلا من عميتْ بصيرته !!..
ولم نجد من علماء المسلمين الربانيين ،أهلِ التقى والورع من يقولُ بقولكم حتى الآن؛أمَّا أنتم فقولكم بلا حجة باطل.
إنَّ الخَــوَارجَ هُــمْ قَــومٌ إذا حَـنَــقُــوا
سَــبُّـوا الصَّــحَـابَةَ والأخْـيَـار سُـلْـوَانا
والـمَـارِقُـونَ هُـمُو قَـوْمٌ إذا اختصَمُوا
يُكَـــفِّــــــــرُون فُـــــلانًا ثـُمَّ عَــــلاَّنا
قَــومٌ بُغَاةٌ إذا لم تُرْضِ جَــاهِــلَــهُــمْ
يُحَـــاربُون وَلـيَّ الأمْـــــرِ طُـــغْــيَــانَا
حَـدَاثَـةُ الـسِّـنِّ أيْضًـا لن تَـعِـيبَ بِـهَـا
صَــحَـابَــةً مــن رَّسُــولِ اللهِ شُـــبَّــانا
قَادُوا الـجُـيُـوشَ لـهُ فـى عـهدِه وَرَوَوْا
عنْهُ الأحَـادِيـثَ خُـذْ مـن ذاك بُـرْهَانا
إنا نُحَـاربُ مَــا فِـى(مالــي)مِــن بـــدَعٍ
ولـمْ نُؤَاخِــذْكَ يا يحْــيَـى بمَــا كَـانا
وسَــوْفَ نصْــمُـتُ إن أمْـسَــتْ بــلا بدَعٍ
بــــلادُنَا وحَـشَـــوْنا الناسَ إيمَـانا!!
ومَــــا اتِّهَـــامُـكَ للـوُعَّـاظِ فـى بلَــدِي
إلا انـسِــلاخًـا مِــن الآدَابِ نِـسْــيَـانا!
هَــــلاَّ هَـجَــوْتَ رِجَــالاً كُـلَّـمَا بَصَـقُــوا
بَـاعُـوا الـنَّـخَـامَـةَ للـجُهَّـالِ خِـرْفَانا!
هَــلاَّ هَـجَــوْتَ رِجَـالاً كُـلَّـمَا هَـجَــعَــتْ
نـسَـاؤُهُــم أيْقَـظُــوا للَّـهْـوِ جــيـرَانا!
هَــلاَّ وقَــفْـتَ خَـطِـيــبًا وَسْـطَ(مَكَنَّةٍ)
"عُكَاظِ"قُطْـرِكَ إن أصبَحْتَ حَسَّانا!!
فكُـنْ تَـقـيًّـا عَـفِـيـفًــا صــادِقًـا ورِعًـا
لـيْـسَ الـتَّـقـيُّ مـنَ اَهْـلِ العلْمِ فـتَّـانا
إن كُــنتَ تمْــلكُ سُــلْـطَـانـا وأسْـلِـحَةً
فَـحَـارِب الـجَــهْـلَ والـتَّـنصــيرَ غيرَانا
واغْـسِــلْ فُـؤادَكَ مـن أضْـغَـانِـهِ لتَرَى
أنَّ الــعَــــدوَّ الـذي عَـــادَاكَ عَـــادَانـا
أكَـلْــتَ لَـحْـمَ شُــيُـوخٍ كـابنِ تَـيْـمـيَـةٍ
كَـالـنَّـابِـحِـيـنَ وهَــذَا لـيْـسَ إحْـسَـانا
فَـعَــلْــــتَ ذلكَ عُـدْوانـا بــــلا سَــبَــبٍ
وكُـنْــتَ تَـشْـتُـمُ كالـمَـخْمُـورِ سَكْرَانا
ألـيـسَ ذلكَ عــيـبًـا فـى مـذاهِـبِكُـمْ؟
ألا تُـحَــاورُ قـبْـلَ الـسَّـــــبِّ أَحْـيـانا؟
فَـلَـوْ تَـحَــــاوَرَ أهْـــلُ العِـلْـمِ فِـى أدَبٍ
وحِـــكْــمَــةٍ لأَنَـارَ الــعِــلْــمُ دُنْــيَــانا
ولو تـعَــاوَنَ أهْــلُ الـعِـلْــمِ قـاطِــبَــةً
على الـتُّـقَـى لـبَـنَـوْا للـمَـجْـدِ أرْكَـانا
تَـوَحَّـدَ الـغَـرْبُ حَـتَّـى صـارَ مَـمْـلـكَـةً
تُحْـكـَى خِـلافَـاتُـهَـا من ضِمْنِ مَا كَانا
والـمُــسْــلِـمُـونَ لـهُـمْ فـى كـلِّ مَـقْبرَةٍ
من يَّــنـبُـشُـونَ مـن الأشــرارِ أضْـغَـانا
خُــذِ الـتَّـحِـيَّـةَ مِــنِّـي وَهْــيَ مُـرْفَـقَـةٌ
بالـحُـبِّ والـنُّصْـحِ والتَّوجيهِ مَـجَّـانـا
ثُـمَّ الصَّــلاةُ علـى الـمُـخْـتَارِ سـيِّـدِنا
مـا نَاحَ طـيرٌ على الأغْصَـانِ فـرْحَــانا
ويسرُّنا هنا إدراجُ هذه الأبيات التي دبَّجَ بها قصيدَتَنا تقريظًا واستحسانًا شيخُنا الكبير وأستاذُنا الفاضل الدكتور / عبد الشكور بن محمد العرُوسِي المدرس فى معهد الحرم المكي الشريف جزاه الله عنا وعن الإسلام خيرا..
قال حفظه الله:
لا فُضَّ فُــوك ولا شُــلَّـــتْ يمِــيــنُكَ يا
مُــحــــــمَّــــدٌ ووقَـــاكَ اللهُ نــيــرَانا
وزادكَ الله توْفِــيـقًــا لــنــشــرِ هُدى
والذبِّ عن شِــرعَـةِ الرَّحمــن مَــوْلانا
وعن خــيَــارٍ على هَدْيِ الرَّسُولِ مَضَوْا
فكَـمْ هَـدَوْا لِـسَـبــيــل الحقِّ عُمْـيَـانا
أمَّــا ابنُ تَــيْــمــيَــةٍ فـشَــامِــخٌ عَـلَـمٌ
فـكَـمْ أقـامَ على التَّوْحِــيــدِ بُرْهَــانا
ما قال بالجسْمِ والتشــبـيـهِ قَـطُّ ولا
أصْــغَــى لواصِــفِــه بالسُّــوءِ عُــدْوَانا
فالكَــلْــبُ يـنـبَـحُ بدْرًا حِينَ مَطْـلَــعِــه
والـبَـدْرُ يـَمْــــــــــــلأُ بالأنـوَارِ أكْـوَانا
إنّا لـنَـدْعُــوا لإخْــوَانٍ لَّـنَـا سَــبَــقُــوا
عِـلْــمًـا وتَـقْـوَى وإسْــــــلامًا وإيمَـانا
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
مع تحيات أخيكـم:
محمد بن أبي بكر بن أبَّا الأنصاري 15/5/1430هـ 9 /5/ 2009 م