ليبيا 24 : عبد الباسط
الحبيب الاسود: هل كان لابد لعبد الباسط المقرحي ان يصل الى درجة متقدمة من معاناته المرضية بسرطان "البروستاتا".. حتى يسمح له بالعودة الى بلاده بعد سنوات قضاها في سجنه الاسكتلندي?
هل كان لابد ان يصرخ الجسد الما .. وان يستصرخ من حوله القلوب والضمائر ليدرك العالم ان هناك رجلا عربيا يكاد يلفظ انفاسه الاخيرة.. وهو يكتب على اسوار سجنه انه بريء وانه مظلوم..وانه انما يدفع فاتورة خلافات سياسية قديمة بين بلده وبعض دول الغرب التي حاولت ان تجعل من حادثة لوكربي حصان طروادة للانتقام من الجماهيرية ومن شعبها وقيادتها.
لقد دفعت ليبيا الكثير من وراء تلك القضية المفبركةالتي اثبتت التحقيقات انها شهدت تزويرا في المعلومات والوثائق وشهادات الشهود..دفعت من معاناة الشعب خلال سنوات الحصار.. ودفعت من المال الكثير.. ودفعت بمواطن ليبي اراد المحققون الفيديراليون الامريكان والانكليز ان يورطوه في قضية يدركون جيدا ان من دبر لها ونفذها اطراف وشخصيات اخرى لا صلة لها بليبيا ولا صلة لليبيابها.
واكاد اؤكد ان الليبيين لم يتألموا لدفع مليارات الدولارات مثلما تألموا لوضعية ومعاناة "رهينة العصر" عبد الباسط المقرحي..لذلك عملت القيادة الليبية على ان لا تجري الاحتفالات الكبرى بالذكرى الاربعين لثورة الفاتح واطلالة عامهاالحادي والاربعين الا وعبد الباسط بين اسرته واهله يواجه المرض الخبيث بمعنويات مرتفعة,ويواجه ذكريات الامس الاليم بصفحات حقيقية يدونها عن عذاباته وجراحاته التي عاشها في ظل الغرب ..حيث تداس الحريات وحقوق الانسان وكرامته وتداس العدالة والقانون والشرعية عندما تتدخل القوى الكبرى لابتزاز الشعوب او للعمل على تطويعها وتدجينها,وخصوصاحين تكون الشعوب عربية او مسلمة.
لكن.. وبعد سنوات الاسر والانين هاهو عبد الباسط المقرحي يعود الى طرابلس ..ليكون الشاهد على حقيقة ما يدعيه الغرب من قيم ومبادئ وشرعية وعدالة ..وما احوج الامة الانسانية الى سماع شهادة "رهينة العصر" لانها بالفعل ستكون العاصفة التي ستسقط آخر اوراق التوت..التي ستكشف عورة الدول الكبرى..وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا العظمى ..ومن تبعهما بعمالة الى يوم الدين.