|
لوحات فنية من كنوز غدامس التراثية الثمينة
|
غدامس تتلألأ في انطلاق مهرجانها الدولي الثالث عشر
غدامس- عصام الزبير: افتتحت الدورة الثالثة عشرة لمهرجان غدامس السياحي الدولي، الذي ينظمه جهاز تنمية وتطوير مدينة غدامس بالتعاون مع المؤسسة العامة للثقافة، حافلا بالثرات الشعبي الاصيل لمدينة غدامس والصناعات التقليدية بها والامسيات الشعرية والندوات الثقافية والفنون التشكيلية، والذي يستمر حتى نهاية هذا الشهر حفلا بالعديد من الحفلات الفنية الساهرة التي تقيمها الفرق الفنية من بلدان مشاركة من ليبيا وتونس والنيجر وغانا وغيرها، وسيتم افتتاح فعاليات المدينة القديمة اليوم الجمعة بالاضافة الى افتتاح النجع التارقي بالحضيرة الجمركية بغدامس ومعرض الفنون التشكيلية بمركز التوثيق والمعلومات ومعرض الصناعات التقيلدية بسوق الصناعات التقليدية وفعاليات منطقة تونين القرية الاثرية القديمة التي تحكي حياة اهل المنطقة الاجتماعية في تلك الحقبة التاريخية ومشاهدة الافراح والاعراس.
كما سيتم غدا السبت زيارة منطقة الرملة التي تقع على كثبان الرمال الكبيرة العالية ومشاهدة مناظر الغروب بها والمنطقة تقع على مثلت يرى في الليل منه أنوار الحدود التونسية وايضا الجزائرية، وبالمنطقة تشاهد بيوت الطوارق وراكبي المهاري ( الهجن) وتستمتع بفرقة الفنون الشعبية للطوارق ورياضة التزحلق على الرمال وشرب الشاي الاخضر وخبز الملة التي تنضج على الرمال، حيث يشعل الحطب بالنار ويسخن الرمل ثم يدفع بالرماد بعيدا على الرمل وتوضع عجينة الخبز وتغطى بالرمل الساخن وبقايا الجمر وتأخذ وقتا من ربع ساعة الى عشرين دقيقة حتى تنضج وتؤكل ساخنة، كما يتم توزيع التكرة وهي عبارة عن تمر معجون مخلط من السويقة (شعير ينظف تم ينقع في الماء و يحمس بالنار).
هذا وستنطلق الفعاليات الثقافية بافتتاح ندوة بعنوان العلاقات الثقافية بين غدامس وتمبكتو ومحاضرة بعنوان صناعة السياحة بالاضافة الى أمسية شعرية بعنوان غدامس في عيون الشعراء.
وقال الاستاذ عبد السلام هيبة عضو اللجنة العليا للمهرجان أن غدامس المدينة الاثرية التي تقع في عمق الصحراء الليبية، هي المكان الملائم للتأمل والتعرف على شواهد التاريخ وعلى ما صنعته يد الانسان في ليبيا من تراث أصيل وعادات وتقاليد وفنون ونمط معماري فريد يعكس براعة الانسان في غدامس ليكتشف الزائر بانبهار أنه في مدينة ذات تاريخ راسخ ومتحف مفتوح غني بالمعروضات، مدينة ذات اشعاع ثقافي كبير، تمثل حلقة وصل رئيسية بين شمال ووسط وغرب قارة افريقيا، فقد لعبت المدينة دورا كبيرا في ربط العلاقات التجارية والثقافية منذ أزمنة بعيدة فاستحقت باقتدار المكانة التي تحظى بها.
وأبرز الاستاذ هيبة أن الهدف من إقامة هذا المهرجان هو الوقوف على شواهد التاريخ وما صنعته يد الإنسان في هذه البقعة والتعرف على أصالة الترات والعادات والتقاليد والفنون والنمط المعماري الذي يعكس براعة سكانها القدماء.
ومن خلال زيارتنا للمدينة الاثرية رأينا منزلا بعمر أكثر من 1050 لدان دو يونس والذي قال احد ابناء هذه الاسرة عبد الرحمن بن يونس بان هذا المنزل لجده منذ 27 ربيع الآخر 1377 هجري اي أنه يوافق ما بين 26 – 27 من أغسطس 1987 ميلادي وأن اخر ترميم له من احد اجداده يونس بن أبوعلي يدر في سنة 1965 أما أخر صيانة للبيت فهي تمت قبل خمس سنوات، كما قام العديد من الشباب بالسباحة في عين الفرس والتي تمتلىء بالمياه وتنحدر الى السواقي بالمدينة ويستفاد منها في الزرع في سواقي مستحدثة ورائعة ترى حركة المياه في سريانها المتدفق، هذا وستنطلق حفلات الاعراس بعاداتها وتقاليدها والتي يحافظ اهل غدامس عليها وقد دعانا العديد من الشباب لحضور هذه الحفلات بالمدينة القديمة، كما دعوا للغرض نفسه السياح الذين يتقاطرون على هذه المدينة وباستمرار على فصول السنة.