الخبر : العالم
التعليق
أين ينتهي الإرهاب وأين تبدأ المقاومة؟
دعا القذافي وشافيز إلى ''تعريف عالمي جديد للإرهاب''، عبر وثيقة وقعاها وطالبا من خلالها المجموعة الدولية بعقد قمة لتعريف الإرهاب. ويُسجَّل أن الوثيقة ترفض ''محاولات ربط النضال المشروع للشعوب من أجل الحرية وتقرير المصير''. السؤال وجيه وقد يدور في خاطر أحرار هذا العالم الذين افتقدوا معالمهم حتى صار المقاوم إرهابيا والإرهابي بطلا والدول المارقة ديموقراطيات والدول الفقيرة إرهابية.
عندما يأتي بوش بجنوده في ثوب سيدنا سليمان وتشتكي النملة من أن يحطم بيوتهم ويجرّب الأسلحة الجديدة في أجسام العراقيين والأفغان العزل، يقولون إن رئيس أكبر بلد ديموقراطي يحارب الإرهاب على وجه الأرض ويطهّرها من الأشرار، أو يشرع أولمرت في قصف غزة بالفسفور يقولون إنه يحارب إرهابيي حماس الذين اندسّوا في الفلسطينيين المدنيين ويستعملونهم كذرائع بشرية. وعندما تفجّر فلسطينية نفسها في ملهى إسرائيلي يقولون هذا ذروة الإرهاب بعينه.
والقذافي نفسه يعتبر الحصار الذي فرضته أمريكا علية لأعوام ''إرهاب دولة'' ومعرضيه في الداخل إرهابيين طائشين. وشافيز هو الآخر متهم بمساعدة متمرّدي كولمبيا الذين يصنفون في قائمة الإرهاب في بلدهم، وهكذا... وفي الصراع الدائر اليوم بين الغرب وإيران حول النووي الإيراني لا تظهر الألف رأس نووية الإسرائيلي الموجهة صوب دول الجوارفي الحوار القائم. لكن الخطر المحتمل الذي قد يهدّد أمن إسرائيل يجب ألاّ يكون.
إذن المصطلح يخضع لتوازنات القوى، يفرضه صاحب القوة على الضعيف. ولعل الحرب الدائرة بين عبد الله صالح والحوثيين في اليمن تعبر على أحسن وجه عن توظيف المصطلح في الخطاب السائد اليوم في جميع أنحاء العالم. فباسم المصطلح الشنيع تستعمر بلدانا وتستعبد شعوبا وتنهب الآثار ويزور التاريخ وتقام القمم والحفلات ويمجّد إرهاب الدول.
إذن مطلب القذافي وشافيز مشروع إذا تناوله مختصّون في علوم اللسانيات من بلدان مختلفة، أما وضع مثل هذه القمة تحت قبة الهيئات الدولية الموجودة فسيتمخض عنها فأرا في حجم أسد. وسيبقى التوظيف خاضعا لمزاج الحكام أينما كانوا، سواء من العرب أو النصارى أو المجوس.
المصدر :عبد القادر حريشان
الخميس أكتوبر 01, 2009 8:11 am من طرف محمد الأنصاري