ابوعيسى مساعد المدير
الجنس : تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| | ساقية الصاوي تُحي ذكرى محمود درويش .. شعراً | |
ساقية الصاوي تُحي ذكرى محمود درويش .. شعراً جانب من الامسية
[center] محيط - هـيثم هـلال أحيت ساقية عبد المنعم الصاوي بالقاهرة أمس الذكرى الأولى لرحيل الشاعر والمناضل الفلسطيني الكبير محمود درويش بأمسية شعرية حملت عنوان "أُطل كشرفة بيت على ما أريد" وسط حشد من المثقفين وعشاق أشعار الراحل.أدار الأمسية الإعلامي عبد الرحمن رشاد، وقد ألقى القصائد مجموعة من الشعراء الشباب وهم : أيمن مسعود، مصطفي علي، ومحمد منصور على خلفية موسيقية للفنان محمد حسني.استُهلت الأمسية بقصيدة "مقهي وأنت مع الجريدة" : مقهى، وأنت مع الجريدة جالس لا، لست وحدك. نصف كأسك فارغ والشمس تملأ نصفها الثاني ... ومن خلف الزجاج ترى المشاة المسرعين ولا تُرى [إحدي صفات الغيب تلك: ترى ولكن لا تُرى] كم أنت حر أيها المنسي في المقهى! فلا أحدٌ يرى أثر الكمنجة فيك، لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك، أو يدقق في ضبابك إن نظرت إلى فتاة وانكسرت أمامها.. كم أنت حر في إدارة شأنك الشخصي في هذا الزحام بلا رقيب منك أو من قارئ! فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلع قميصك أو حذاءك إن أردت، فأنت منسي وحر في خيالك بعدها حلق الجمهور مع قصيدة درويش "بالزنبق امتلأ الهواء" ، وتخلل الحفل عرض فيلم تسجيلي عن حياة الشاعر الذي ولد في قرية البروة بمدينة الجليل الفلسطينية 1941 تلك التي محتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من الوجود ، وكان صوت درويش مصاحبا لأحداث سيرته في الفيلم.. كانت أسرة درويش تملك أرضا هناك ولكنها اضطرت للخروج مع اللاجئين الفلسطينيين في 1947 للبنان ، ثم عادت متسللة بعد عامين لتجد القرية وقد هدمت وأقيم فوقها قرية زراعية إسرائيلية ، فعاشت عائلة درويش بقرية جديدة . انتسب درويش في شبابه للحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل بصحافة الحزب ، واعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدءا من عام 1961م بتهم متعلقة بنشاطه السياسي ، حتى عام 1972م حيث توجه للاتحاد السوفيتي للدراسة ، بعدها التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية من القاهرة ، ثم عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير بلبنان ، واستقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاقية أوسلو ثم أسس مجلة الكرمل الثقافية.
شغل درويش منصب رئيس رابطة الكتاب الفلسطينيين ، وأقام في باريس قبل عودته لوطنه بعدما دخل بتصريح لزيارة أمه في فلسطين ، ثم سُمح له بالبقاء هناك.واعتبر على نطاق واسع شاعر المقاومة الفلسطينية . من أشعاره نقرأ "أقول كلاما كثيرا" : أقول كلاما كثيرا عن الفارق الهش بين النساء وبين الشجر وعن فتنة الأرض .. عن بلد لم أجد ختمه في جواز السفر وأسال : يا سيداتي ويا سادتي الطيبين أأرض البشر لجميع البشر كما تدعون ؟ إذا أين كوخي الصغير وأين أنا ؟ فتصفق لي قاعة المؤتمر ثلاث دقائق أخري ,ثلاث دقائق حرية واعترافا فقد وافق المؤتمر علي حقنا في الرجوع ككل الدجاج وكل الخيول إلي حلم من حجر أصافحهم واحدا واحدا ,ثم أحني لهم قامتي ...وأواصل هذا السفر إلي بلد آخر ,كي أقول كلاما عن الفرق بين السراب وبين المطر وأسال يا سيداتي وسادتي الطيبين : أأرض البشر لكل البشر؟ ثم انطلق الجزء الثاني من الحفل مصحوبا بموسيقى ثنائي "بيت العود العربي" جوان فرحان العلي على العود وعلي شاكر البياتي على القانون .. وكانت قصيدة "من أنا ؟ .." وعادت كلمات درويش تملأ أرجاء المكان قائلا : "إنه لمن الصعب أن تكون فلسطينيا بل ومن الأصعب أن يكون الفلسطيني شاعرا كيف يمكن له أن يغني من دون تبديد الانسجام بين الكلمات والأشياء كيف يمكن له أن يصل إلى جمالية اللغة وفاعلية الموقف في ذات الوقت كيف له أن يختصر المكان في اللغة من دون أن يحول اللغة إلى خرائط كيف له أن يحمي الواقع من قسوة الأسطورة وكيف له أن يحمي أسطورته الخاصة من قسوة الواقع " . [/center]
[center] ثم قرأ الثلاثي الشاب قصيدة "أربعة عناوين شخصية" ومنها نقرأ :1 - متر مربع في السجن هو البابُ، ما خلفه جنَّةُ القلب. أشياؤنا - كُلُّ شيء لنا - تتماهى. وبابٌ هو الباب، بابُ الكنايةِ، باب الحكاية. بابٌ يُهذِّب أيلولَ. بابٌ يعيد الحقولَ إلى أوَّل القمحِ. لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الدخول إلى خارجي عاشقًا ما أراهُ وما لا أراهُ أفي الأرض هذا الدلالُ وهذا الجمالُ ولا بابَ للبابِ؟ زنزانتي لا تضيء سوى داخلي.. وسلامٌ عليَّ، سلامٌ على حائط الصوتِ ألَّفْتُ عشرَ قصائدَ في مدْح حريتي ههنا أو هناك.. 2- مقعدٌ في قطار مناديلُ ليست لنا عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ ضوءُ المحطة وردٌ يُضَلِّل قلبًا يُفَتِّش عن معطفٍ للحنانِ دموعٌ تخونُ الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول؟ زنابقُ ليست لنا كي نُقَبِّل خط الحديد نسافر بحثًا عن الصِّفْر لكننا لا نحبُّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبَّنا واقفًا في انتظار الدخانِ قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش 3 - حجرة العناية الفائقة تدورُ بيَ الريحُ حين تضيقُ بيَ الأرضُ لا بُدَّ لي أن أطيرَ وأن ألجُمَ الريحَ لكنني آدميٌّ.. شعرتُ بمليون نايٍ يُمَزِّقُ صدري تصبَّبْتُ ثلجًا وشاهدتُ قبري على راحتيَّ تبعثرتُ فوق السرير تقيَّأت غبتُ قليلاً عن الوعي متُّ وصحتُ قبيل الوفاة القصيرةِ: إني أحبُّكِ، هل أدخل الموت من قدميكِ؟ ومتُّ.. ومتُّ تمامًا فما أهدأ الموت لولا بكاؤك ما أهدأ الموتَ لولا يداكِ اللتان تدقّان صدري لأرجع من حيث متُّ أحبك قبل الوفاةِ، وبعد الوفاةِ وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي هو القلب ضلَّ قليلاً وعادَ، سألتُ الحبيبة: في أيِّ قلبٍ أُصبتُ؟ فمالتْ عليه وغطَّتْ سؤإلى بدمعتها أيها القلب.. يا أيها القلبُ كيف كذبت عليَّ وأوقعتني عن صهيلي؟ لدينا كثير من الوقت، يا قلب، فاصمُدْ ليأتيك من أرض بلقيس هدهدْ [/center] | |
|
الثلاثاء أغسطس 11, 2009 9:32 am من طرف محمد الأنصاري