|
القذافي...السودان وليبيا هما امتداد جغرافي ديموغرافي لبعضهما
|
القذافي لقادة "العدل والمساواة": اجتهدوا من أجل سلام دارفور فلا مستقبل لكم دونه
ليبيا24 ـ عصام الزبير: إلتقى الزعيم الليبي معمر القذافي رئيس الاتحاد الافريقي والمفوض السامي للسلام في فضاء الساحل والصحراء بأعضاء المكتب التنفيذي لحركة العدل والمساواة والفعاليات السياسية والعسكرية والشعبية بالحركة في إقليم دارفور السوداني برئاسة خليل إبراهيم.
وابتدأ القذافي حديثه بالقول إن السودان وليبيا هما امتداد جغرافي ديموغرافي لبعضهما، فدارفور هي جارة لليبيا وحدودها مشتركة معها، مشيرا الى إن منطقة دارفور هي جزء من غرب السودان، وفي ذات الوقت هي جزء من شرق تشاد، وجزء من جنوب ليبيا، وهي منطقة تنصهر فيها وحدة شعوب هذه البلدان الثلاثة على الأقل.
وقال القذافي: "يؤسفنا جدا أن تكون دارفور ديار حرب وعدم آمان ونهب وقطع طرق وديار مشردين ولاجئين ونازحين.
وأكد القذافي أن ما يحدث في دارفور ليس من مصلحتنا جميعا وعلى وجه الخصوص أهل دارفور.. الوضع الذي نحن فيه الآن لا يتطلب الحرب، بل بالعكس يتطلب السلام والإستقرار والبحث عن الماء والمرعى والزراعة، وبعد ذلك البحث عن المعادن وعن البترول وعن الذهب، وكان يمكن لأهل دارفور أن يستفيدوا من إطلالتهم بالجيرة على تشاد وليبيا ومن وجودهم في السودان لتنمية مقدراتهم ومنطقتهم، لكن بدل ذلك حرموا أنفسهم من هذه التسهيلات المفيدة وأدخلوا دارفور في أتون حرب ليست ضرورية.
وأشار الزعيم الليبي بحديثه لرئيس حركة العدل والمساواة وأعضائها بأن طريقهم نحو السلام الآن هو الصحيح وأن المجتمع الدولي يؤيدهم، وبأنه معهم وأن وقوى السلام المخلصة والجادة في العالم معهم. وقال أعتقد أن الدكتور خليل وأنتم أعضاده أدركتم هذه المؤامرة وبإرادتكم الحرة وبوعي تام قدرتم الموقف، وبالتالي قررتم تغيير الإتجاه فبدل الحرب تسيرون للسلام، وهذا شيء نحن نصفق له ونقدره من أجلكم أنتم، من أجل أطفالنا وأهلنا في دارفور.
نعتقد أن هذا قرار حكيم وسليم وهو الذي يجنبهم الكوارث، ويجنبهم المصائب ولايقود قومه إلى الهلاك.
وأشار رئيس الاتحاد الافريقي الى حقيقة محمد نور وإلى ان دارفور هي مطلب اسرائيلي قائلا: "قلت لهم إن مأساة دارفور نتيجة مؤامرة، مادام الإسرائيليون هم المتسببون فيها فهي إذن ليست مطلب أهل دارفور، هذا مطلب إسرائيلي، إذن إسرائيل وراء الحرب". واضاف "أهل دارفور حاربوا الإستعمار وحاربوا الإنجليز، ولكن لايمكن أنهم يحاربون بعضهم .. مسلم يقتل مسلما!!، حرام أن إفريقيا يقتل إفريقيا ..هذا حرمناه وكتبناه في مواثيقنا، محرم أن إفريقيا يقتل إفريقيا، مثل اليهود محرّم اليهودي يقتل يهوديا.
وأضاف "مادامنا مضطهدين ونحن معادين من الآخرين يجب أن نكون أمة واحدة متماسكة، يعني اللون الأسود هذا والجنس الأسود هذا، يجب أن يتحد ويبني إفريقيا ويبني قوة ويفرض وجوده على الآخرين الذين احتقروه والذين باعوه والذين استعبدوه وحملوه في السفن مثل الحيوانات واصطادونا من الغابة والقوا بنا في البحر".
وخاطب الزعيم الليبي أهل دارفور بحضهم على اتباع خليل في مسعاه نحو السلام وأكد ان دارفور لا تستحق حربا ليست ضرورية أبدا، مضيفا بالقول "الآن خلاص نحن نريد أن ننقذ الموقف، خليل على رأسكم يريد أن يقودكم إلى السلام وينقذ الموقف، يكفي أطفالا يتامى ونساء أرامل ومشردين وجوعى ويكفي أمراضا وبهدلة، العالم يتعلم الآن ويقرأ ويستقر ويطور التكنولوجيا ونحن كل عام نحرم أولادنا من الدراسة ومن العلم وتركهم مشردين في دارفور وفي تشاد وفي ليبيا، ودعا الدارفوريين إلى مزيد من الجدية في قضية السلام "مثلما تعهدتم دون أي شروط".
وجدد الزعيم الليبي تأكيده على ضرورة تقاسم الثروات والانطلاق نحو السلام والاستثمار لخير المنطقة وازدهارها وتغيرها نحو الأفضل قائلا: "أنا أعتقد أن حركة العدل والمساواة الآن وبقيادة خليل تستطيع إن شاء الله أن تحدث إنعطافا حقيقيا لقضية دارفور بإتجاه السلام .إذا أنتم إتجهتم في هذا الإتجاه، فإن الآخرين سيتبعونكم وسيتقزم الآخرون، وأجعلوا العدل والمساواة عدلا ومساواة".
وطالب رئيس الاتحاد الافريقي بسحب البساط من تحت أقدام أمريكا وإسرائيل وفرنسا وأوروبا، وغيرها؟ والأمم المتحدة مؤكدا "كلهم يتاجرون بدمكم وبدم أطفالكم"، ودعاهم الى البدء فورا في احلال السلام، مذكرا بدعوته إلى قمة إفريقية خاصة لحل النزاعات الإفريقية الساخنة، حيث "عرضت على قمة سرت الماضية في شهر ناصر أن نعقد قمة في طرابلس يوم 31 من هذا الشهر؟ لحل النزاعات وقد وزع جدول الأعمال على الدول الإفريقية كلها وعلى رأس المشاكل الإفريقية مشكلة دارفور، الآن سنأتي إلى طرابلس ونجتمع، ونحل مشكلة دارفور من بين المشاكل الأخرى، لكن أهمهم مشكلة دارفور".
وتمنى الزعيم الليبي على أهل دارفور ألا يخذلوا مساعيه قائلا: "بيدكم أنتم لا تكسفونا نريد أن نبني إفريقيا نريد أن نمشي إلى الأمام.. فمن مصلحتكم السلام من أجل أولادكم من أجل عائلاتكم ونسائكم وأطفالكم، فأرجوكم أن هذه الحرب خاسرة جدا جدا وليست لازمة أبدا أبدا أن يقتل سوداني سودانيا لا فخر فيها ولا شجاعة ولا فيها شهادة ولا فيها جنة ولا فيها أي شيء، فيها نار في الدنيا وفي الآخرة، نار الآن في الحرب ونار يوم القيامة في جهنم، فلماذا؟".
وبخصوص جنوب السودان قال الزعيم الليبي رئيس الاتحاد الافريقي: أنا قلت
لقادته إنكم لو تحصلتم على استقلالكم أنا أؤيد استقلالكم، لماذا؟، لأنكم لا تتكلمون عربي، لغتكم انجليزية ولغتكم محلية، ديانتكم ليست الإسلام.. أنتم وثنيين وبعضكم مسيحيين، أنتم من جهة أخرى ليست من السودان، مختلفة عن دارفور وعن النوبة وعن شرق السودان وعن الخرطوم.
لكنه أردف قوله بالتأكيد على عدم الجوى من مثل هذا الاستقلال إذا كان سيسفر على دولة ضعيفة جدا ستضطر الجنوبيين إلى البحث عمن يدعمهم من الخارج، و"سيتم إستعماركم، والذي سيستعمركم هذا سوف يقهركم ويأخذ ثرواتكم ويكذب عليكم ويقول سأساعدكم وأساعد إستقلالكم وأنتم دولة ناشئة، ومادام هذا هو مصيركم ابقوا في السودان الدولة المستقلة.. الدولة الكبيرة إلى حد ما تحميكم، أفضل من أنكم تستقلون وبعد ذلك تبقون تحت حماية قوى أخرى إمبريالية أوصهيونية".
وأوضح رئيس الاتحاد الافريقي الفرق بين جنوب السودان واقليم دار فور الذي يتكلم العربية ويتمتع بالاسلام ويتصاهر ابنائه مع القبائل الاخرى، حيث تزاوجت القبائل في الصحراء باستثناء الجنوب.
وقال القذافي "أنا أحترم البدلة القتالية، لكن لما نكون في الواجب ونحن نحارب الاستعمار، نعم نلبس البدلة العسكرية ونقاتل ونفخر بها، لكن لا نفخر بها ونحن نقاتل بعضنا!!.
واستطرد قائلا إن "الشرف يعني أن نلبس بدلة عسكرية لكي نقاتل الصهيونية ولكي نقاتل الاستعمار ونقاتل الإمبريالية ونحرر إفريقيا ونتحرر من السيطرة الأجنبية، لكن ما عندنا فخر في أننا نحن نقاتل بعضنا سواء كان الجيش السوداني الذي الآن يقاتل في دارفور أو أهل دارفور.. هذا في الحقيقة شيء ليس مدعاة للفخر.. الذي أراه أنا في دارفور هو إنزلاق شيطاني وُرطنا فيه دون خيارنا".
وفور انتهاء الزعيم الليبي رئيس الاتحاد الافريقي والمفوض السامي للسلام في فضاء الساحل والصحراء من كلمته عاهد ه رئيس حركة العدل والمساواة "خليل إبراهيم" قائلا:
"نحن متفقون تماما معه فيما يقول ونعاهده إن شاء الله، وسنجتهد كذلك بأن نصل إلى السلام، ونحن كذلك نريد خلال هذه الفترة، فترة الأسبوع القادم أن نجتهد إن شاء الله، وأرجو كذلك أن الله يعين أن يضغط على الطرف الأخر كذلك أن يأتي سريعا ويستجيب كذلك للإستحقاقات المتواضعة لحركة العدل والمساواة، وسيتم السلام إن شاء الله. وأرجو أن يكون هناك قرار سلام إن شاء الله رب العالمين بحلول يوم 31 من شهر ناصر