جدة (رويترز) - فشل مهاجم انتحاري في محاولة قتل الامير السعودي المسؤول عن مكافحة الارهاب في أول هجوم على عضو في العائلة الحاكمة منذ بدء موجة من أعمال العنف من قبل تنظيم القاعدة قبل ست سنوات.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ان الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية ونجل وزير الداخلية الامير نايف الذي يرجح أن يكون ولي العهد القادم للمملكة كان يستقبل المهنئين بمناسبة شهر رمضان يوم الخميس حينما فجر رجل نفسه. وأصيب الامير بجراح طفيفة.
وقال دبلوماسي غربي في السعودية رفض ذكر اسمه "يشير الهجوم الى أن التهديد قائم وينتظر وأحيانا يكون أقرب مما تتوقع.
"سيكون لدى الاسرة الحاكمة الكثير من دواعي القلق في بلد يسهل فيه دخول الاسلحة على ما يبدو عبر الحدود الهشة الى الشمال من العراق أو الى الجنوب من اليمن." الحكومة في الاونة الاخيرة في سحق العنف.
وأعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسؤوليته عن الهجوم في رسالة بثتها منتديات اسلامية على الانترنت وترجمتها مجموعة سايت انتليجنس.
وقال منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية انه لن يتم تعزيز الاجراءات الامنية في أعقاب التفجير الذي وقع بعد أن أمر الامير الحراس بعدم تفتيش المتشدد الذي أكد أنه جاء لتسليم نفسه للسلطات.
وأضاف أنه لن يتم تعزيز الامن عما هو عليه الان وقال ان السلطات قالت دائما انها تتوقع مثل هذه الاعمال وتتصرف كما لو كانت ستقع في أي لحظة.
ويلزم أفراد العائلة الحاكمة في السعودية باستقبال زوار خلال شهر رمضان.
وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان المهاجم الانتحاري الذي لم تذكر اسمه كان الضحية الوحيدة للهجوم. ووقع الهجوم في المكتب الخاص للامير محمد بمدينة جدة المطلة على البحر الاحمر.
وتبرز الواقعة امكانية تعرض المملكة نفسها لهجمات. وعبر المسؤولون السعوديون عن القلق من أن يتحول اليمن المجاور الذي يعاني من صراع حصد أرواح المئات الى نقطة انطلاق للمتشددين.
ويخشى المسؤولون السعوديون من أن المتشددين العائدين من حربي العراق وافغانستان أو الذين يتسللون عبر الحدود الهشة الى اليمن قد يجلبون معهم خبرتهم بالقتال وبالاسلحة والمتفجرات.
وقال دبلوماسي عربي طلب عدم نشر اسمه ان الهجوم الذي جاء بعد ثلاث سنوات من الاعتقالات ومصادرة الاسلحة والمتفجرات يشير الى أن شبكات المتشددين ربما تمتد الى أبعد مما كان يعتقد سلفا.
وأضاف "السلطات تفكك دائما خلايا جديدة للمتشددين لم تكن على علم بها مما يعني ان البلاد لا تزال تربة خصبة للتشدد. الجديد هو حقيقة أنه (التشدد) استهدف العائلة الحاكمة وليس أي شخص بل الامير المسؤول عن أمن المملكة."
وعرضت قناة تلفزيون العربية الفضائية المملوكة لسعوديين لقطة للامير محمد الذي يعاني فيما يبدو من اصابة طفيفة وقد اجتمع مع الملك عبد الله فيما بعد.
وقال الامير محمد "هذا ما يزيدنا الا تصميما في العمل.. واستئصال هذه الفئة الضالة كلها."
وفي وقت سابق من هذا الشهر اعلنت السلطات السعودية اعتقال 44 متشددا على صلة بالقاعدة وضبط متفجرات واجهزة تفجير واسلحة نارية.
وفي عام 2004 صدم متشددون بمركبة محملة بالمتفجرات مدخل مقر وزارة الداخلية في العاصمة الرياض.
وقال محلل أمني مقره الخليج رفض نشر اسمه "القاعدة في شبه الجزيرة العربية مثل البالون. تضغط عليها من جانب فتنتفخ في الجانب الاخر.
"انها عودة للقاعدة تحاول من خلالها العثور على موطيء قدم جديد لنفسها في السعودية. سنري المزيد من هذه العمليات."
من أسماء الشريف
السبت أغسطس 29, 2009 10:42 pm من طرف محمد الأنصاري