موريتانيا تشارك في أضخم عملية عسكرية ضد القاعدةالاربعاء 9 أيلول (سبتمبر) 2009, بقلم redaction قالت صحيفة "النهار الجديد" الجزائرية الصادرة يوم أمس الأربعاء إن التحضيرات النهائية قد بدأت لتنفيذ أكبر عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.. وأضافت الصحيفة أنه بحسب مصادر متطابقة فإن العملية العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في الساحل قد قطعت أشواطها الأخيرة، بحيث تعكف قيادة أركان الجيوش التي ستشارك في العملية من مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر، على وضع آخر اللمسات من خلال جمع المعلومات وتحديد الأهداف. العملية المرتقبة تأتي في وقت تصاعدت فيه موجة هجمات القاعدة في الدول المذكورة، خاصة موريتانيا ومالي، والتي استهدفت أهدافا عسكرية واغتيال وخطف أجانب، وستكون المنطقة الحدودية المشتركة بين الدول المعنية والجزائر ساحة للعمليات، وكذا بعض المناطق الداخلية..
قيادة العمليات
سيقدم الجيش الجزائري بحسب ذات المصادر التغطية الجوية، من خلال تسخير عشرات المقنبلات والمروحيات، لتنفيذ العمليات الهجومية ضد معاقل الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب عبر الحدود، وستقدم الولايات المتحدة وفرنسا دعما لوجستيا عبر مسح المنطقة ألكترونيا وعبر الأقمار الاصطناعية، وتقديم تسهيلات فنية هامة.. ومع قرب العملية الواسعة تراجعت تنقلات مواطني الدول عبر الحدود، وارتفعت اسعار المواد الغذائية مما أثرّ سلبا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، بحيث تراجعت المبادلات التجارية في إطار تجارة المقايضة وكذا الأنشطة الرعوية، وبالمقابل تصاعدت أعمال قطع الطرق والخطف..
الهجوم الاوسع
وإلى جانب مالي والنيجر والجزائر تشارك القوات البرية الموريتانية بكتيبة مقاتلة قوامها 1500 جندي، وستكون هذه القوات تحت قيادة مشتركة بين الجزائر ومالي والنيجر، على أن تتولى الجزائر القيادة المركزية للعمليات.. وحسب عدد من الخبراء العسكريين فإن الجهوم سيقوم على ثلاث مراحل:
جوية: وفيها يتولى الطيران الحربي الجزائري دك حصون المجموعات الارهابية في شمال مالي وجنوب الجزائر، وقد تستغرق هذه المرحلة من ثلاث إلى 4 أسابيع.
برية: وستمشل عدة جبهات في وقت واحد، عبر سلسلة من الهجمات المركزة على مواقع الجماعة في صحراء مالي والجزائر والنيجر على اعتبار أن موريتانيا خالية من أي تواجد عسكري للجماعة.. وقد تستغرق هذه المرحلة فترة أطول على الرغم من أن قادة الجيش في الدول المشاركة في العملية يريدونها خاطفة وسريعة ونهائية أيضا..
المرحلة الأخيرة: وتهدف إلى تطهير المناطق المستهدفة من فلول المقاتلين والألغام، وستشارك فيها وحدات من المشاة والمروحيات والهندسة العسكرية.. مخاوف مشروعة
لايخفي المحللون العسكريون خشيتهم من أن لاتتم العملية العسكرية الأوسع من نوعها في المنطقة بالطريقة المرجوة، خاصة وأن العدو في هذه الحال عبارة عن مجموعات قليلة من المقاتلين، المدربين جيدا على خوض حروب العصابات، وتقوم استيراتيجيتهم على الكر والفر، والهجمات الخاطفة جدا، والانسحاب بأقل الخسائر، وهم يتمترسون في صحراء قاحلة، تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات، ومن المستحيل ملاحقتهم فيها جوا، فما بالك بالبر.. يعرفون مسالكها الوعرة وشعاب جبالها التي تبادلهم نفس المعرفة، والقضاء عليهم نهائيا لن يكون نزهة، بكل تأكيد.. وما يخشاه هؤلاء المحللون أن يعمد انتحاريو الجماعة السلفية التي أثخنت في جيوش الدول الأربعة مجتمعة على شن هجمات انتحارية انتقامية في عمق المدن الكبيرة في نواكشوط والجزائر وباماكو وانيامي، وهو أمر في متناول فلول الإرهابيين بكل تأكيد.. هذه المخاوف المشروعة ستضاعف من مهمة أجهزة الأمن في المنطقة التي تحتاج إلى وقت ومال وعتاد لفتح ممر واحد آمن في هذه الصحراء الملتهبة، والتي ظلت عصية على الجيوش منذ الأزل، وصارت اليوم أكبر حاضنة لمهربي الأسلحة والمخدرات ومقاتلي الجماعات السلفية..
سيدي محمد ولد ابه