ابوعيسى مساعد المدير
الجنس : تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| | هلال اصطناعي لكل دولة إسلامية! | |
هلال اصطناعي لكل دولة إسلامية! العربية نت : آراءيوسف عبدالكريم الزنكوي الغريب في الأمر أن بعد انتهاء عيد الفطر تعود كل الدول الإسلامية وتتفق على تقويم هجري واحد!منذ سنوات طويلة لا أرى لها بداية, قد تمتد الى أكثر من عقدين من الزمن ونحن نتوق إلى عيد فطر واحد, عيد واحد فطرا كان أو أضحى , لا يهم , المهم أن يكون سعيدا "بحق وحقيقي" ليس للكل فقط, وإنما للكل وفي وقت واحد أيضا لكي نستشعر فيه, على الأقل, أننا مسلمون أجمعون متجردون ومجردون من أي انتماء مذهبي.منذ زمن بعيد ونحن نحلم أن تجمعنا, نحن المسلمين على الأقل, مناسبة واحدة في يوم واحد. فعيد الفطر يحتفل بمقدمه المسلمون كل وفق فتوى مشايخه ومراجعه, حتى صار هذا العيد, الذي يفترض أن يكون ثلاثة أيام, أسبوعا بسبب اختلاف توقيت بدء أول أيامه. وبدلا من أن يحتفل فيه كل السنة أو كل الشيعة في يوم واحد نجد أن كل مذهب صار فرقا كل يحتفل به وفق فتاويه. فدولة من الدول الإسلامية تحتفل بمقدم عيد الفطر يوم غد, ودولة أخرى تحتفل به بعد غد وثالثة تحتفل به بعد أن يكون الأول من هذه الدول قد طوى صفحة احتفالاته بهذا العيد. وهو ما حصل في هذا العيد ليس على مستوى الدول الإسلامية فقط, وإنما على مستوى الأسر أو العائلات حتى وصل إلى مستوى الأفراد. فليبيا على سبيل المثال لا الحصر احتفلت بعيد الفطر يوم السبت الماضي فسبقت الجميع, وصارت أول دولة إسلامية تحتفل به. وإذا كنا نطبق الحديث النبوي الشريف "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته", فأين الحقيقة في السلوكيات الإسلامية في الوقت الحاضر? وإذا كانت ليبيا على حق, فلماذا لم تتبعها الدول الإسلامية الأخرى لكي تتحد كلمة المسلمين?والسؤال الأهم إذا كان بعض الدول الإسلامية رأى الهلال بعد أن رأته ليبيا بيوم واحد أو يومين, فأي هلال هذا الذي رأته ليبيا? وهل هناك أكثر من هلال في سماء الدول الإسلامية? وهل تمكنت الدول غير الاسلامية وفقا لتعريف المتشددين والمتطرفين من المسلمين , من تنفيذ إحدى مؤامراتها على الدول الإسلامية فأطلقت أكثر من هلال في سماواتنا للتشويش علينا ومن ثم لتفريقنا?قبل حلول شهر رمضان المبارك المنصرم ذكر الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري "أن رمضان المبارك لهذا العام الهجري أوله يوم الجمعة 21 أغسطس الماضي ومن مظاهر الهلال أن يشرق صبيحة الأربعاء مع طلوع الفجر إلا أنه يشرق قبيل شروق شمس يوم الخميس بقدر 15 دقيقة ويختفي في شعاع الشمس ولا تدركه الأبصار." ورغم هذه المعلومة العلمية صام المسلمون يوم السبت بدلا من الجمعة. ولو بدأوا الصيام يوم الجمعة وفق رؤية الهلال لوافق هلال شوال أو عيد الفطر يوم الأحد وهو ما نفذته الكثير من الدول الإسلامية لصحة رؤية الهلال. ولست هنا بواقف في صف هذه الدولة ضد تلك, ولست مؤيدا أتباع المذهب السني ولا الشيعي, ولكني أقول رغم وجود قائمة طويلة من علماء الفلك المسلمين وغير المسلمين وخبرتهم الطويلة في رصد ولادة الهلال واختفائه عبر المراصد المنتشرة في كل أنحاء العالم وعبر أجهزتهم المتطورة, وبعد كل هذا يختلف المسلمون كل عام في مناسبة يفترض أن تكون سعيدة بعيدا من الاختلاف والمجادلة على أمر يمكن حسمه بالعين المجردة أحيانا وعبر أجهزة الرصد دائما, فما مصدر هذا الاختلاف المزمن في عقول العرب والمسلمين?الغريب في الأمر أنه وبعد انتهاء العيد ببضعة اشهر واختلاف التقويم الهجري من دولة عربية أو إسلامية إلى أخرى نفاجأ أن هذا التقويم يعود ليتطابق في كل تلك الدول, وكأن الموضوع أو المسألة عناد و"يبوس راس" أو مزاج و"شهوة". وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا تطلق كل دولة من الدول العربية والإسلامية هلالا اصطناعيا خاصا بها تتحكم فيه ب¯ "الريموت كونترول" وتحدد صيامها وإفطارها على كيفها, وننتهي من هذا الجدل البيزنطي ونرتاح لكي نحقق فعلا وعلى أرض الواقع مصطلح "السعيد" فطرا كان أم أضحى?
*نقلاً عن صحيفة "السياسة" الكويتية | |
|