بقلم الأخ أبو عبد الله محمد بن سلة
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فإن لأخوة الدين حقوقا وإن على المسلم واجبات نحو إخوانه فالدين النصيحة ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ولما كان هناك إخوة لنا قد بلوا وبالغوا في كرة القدم في ترويجها وتحدث عنها وإضاعة معظم الوقت فيها حتى أصبحت ديدان لهم وتعظيم لاعبيها من الكفار الذين لايستحقون التعظيم كان حقا علينا أن نذكرهم ولزاما أن نحذرهم من مغبة ضيعهم ومن هذا المنطلق جرى القلم بكتابة هذه الكلمات التي هي عبارة عن تلخيص (كرة القدم بين المصالح والمفاسد الشرعية )لشيخ مشهور بن حسن آل سلمان عسى أن تجد آذانا مصيخة وأفئدة مصغية فهذا هو الظن بهم وهذا ما نؤمله فيهم فالذكرى تنفع المؤمنين والمؤمن إذا ذكر تذكر فيا أخي لاعب وعاشق كرة القدم هذه بعض الوقفات اليسيرة أقفها معك آملا أن تجد قبولا عنداك وأن تلقى صدى في نفسك أولا :مشروعية ممارسة كرة القدم وفوائدها ممارسة كرة القدم من الأمور المشروعة إذلانعرف دليلا يحرمها والأصل في الأشياء الإباحة بل لا يبعد أن تكون من المستحبات إذا مارسها المسلم ليتقوى بدنه ويتخذها وسيلة لتكسبه قوة ونشاطا وحيوية وقد رغب الشرع في تعاطي الأسباب المقوية للبدن لأجل الجهاد وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) قال شيخ الإسلام أبن تيمية –رحمه الله-(ولعب الكرة القدم إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال بحيث يستعان بها على الكر والفر والدخول والخروج ونحوه في الجهاد وغرضه الاستعانة على الجهاد الذى أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو حسن وإن كان في ذلك مضرة بالخيل والرجال فإنه ينهى عنه ) وفصل الشيخ ابنعثيمين _رحمه الله _في حكم ممارسة الكرة فقال(ممارسة الرياضة جائزة إذا لم تله عن شئ واجب فإن ألهت عن شئ واجب فإنها تكون حراما وإن كانت ديدن الإنسان بحيث تكون غالب وقته فإنها مضيعة للوقت وأقل أحوالها في هذه الحال الكراهة أما إذا كان الممارس للرياضة ليس عليه إلا سروال قصير يبدو منه فخذه أوأكثره فإنه لايجوز فإن الصحيح أنه يجب على الشباب ستر أفخاذهم وأنه لايجوز مشاهدة اللاعبين وهم بهذه الحالة من الكشف عن أفخاذهم )وبنحوه أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة السعودية فتوى رقم 2807في 08‑03‑1400ه وفتوى رقم 3323في 19‑12‑1400ه ورقم 4967في 20 ‑09‑1402ه بتوقيع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود ثانيانوجه إلىهؤلاء المتعصبين والمهووسين الرسالة التالية : كرة القدم عند بعض الناس وما أدراك ما كرة القدم إنها الهوش المتسلط على عقول الأجيال في العصر الحديث من أجلها تقام المعارك وتنشب الحروب وتموت الضحايا ولأجلها تطلق الزوجات وتقطع الأواصرالقربات ويطعن الأخ بالسكين أخاه ولاحول ولاقوة إلابالله ويوم أن تقام مبا راة بين فريقين لامعين فكأن الحرب الضروس قد أعلنت ورفعت لها الرايات وانبرت لها الإذعات وهيئت لها الشاشات وأعد المشجعون لها الأحجار والسكاكين والطبول والمزامير والأناشيد الجماعية والهتافات القوية وما أن تنجلي المعركة الحامية عن هزيمة احد الفريقين حتى ينتقل ميدان المعركة من ساحة الملعب ليكون ميدانها في البيوت والمدارس والدواوين ومكاتب الموظفين والمقاهي وفي المجتمع الصغير والمجتمع الكبير وتنتهي المعركة أخيرا عن سقوط ضحايا من الجانبين وما أن تهدأحدتها وتنجلي غمرتها حتى تبدأ معركة أخرى بمبارة ثانية .........وهلم جرا وإذا رفعت صوت المنطق لتناقش أحد هؤلاء المصابين بالهوس الكروي قال لك بملئ شدقيه إنني رياضي هذه قصتنا مع كرة القدم اللعبة المفترى عليها وهذا وجه اللعبة المزيف كما يراه شبابنا وأما الوجه الحقيقي لهذه اللعبة فإننا إذا فهمنا مقاصد الإسلام ومنهجه في بناء المجتمعات نجد كرة القدم من الألعاب التي يزكيها الإسلام وتزكيها تعاليمه فهي مدرسة تعلم دروسا في التجميع لافي التشتيت وفي الوحدة لافي التفرق وفي الود لافي التباغض والعداوة، اللعبة التي تؤكد أن الأهداف لايمكن أن تحقق إلا بالروح الجماعية وأن الفرد بنفسه كثير بإخوانه وإني أسأل هذا الذي يرفع راية التعصب الأعمى ولايفهم من الرياضة إلا أسمها أسأله هذا السؤال هل يستطيع اللاعب الأناني أن يحقق هدفا وحده مهما كانت كفاءته ؟كلا لأن الكرة ستتعثر على قدمه وسيستولي عليها الفريق الأخر .الفريق الذي يلتزم بروح الجماعة ،هل وعينا الدرس من مدرسة الكرة التي نتعصب لها ؟هل يعلم الحكام والمشجعون المسلمون أن روح التفرقة والأثرة والأستبداد بالرأي تقود في النهاية إلي الهزيمة المنكرة على مسرح البطولة في كل الميادين؟
للأسف نحن لم نع الدرس ، قلبنا الغاية إلى وسيلة والوسيلة إلى غاية وآمنا بالشكل وكفرنا بالمضمون واعتنينا بالمظهر وألقينا الجوهر وراء ظهورنا مامعنى أن أعبد ناديا وأتعصب له ؟معنى ذلك أنني ضحل التفكير ضيق الأفق أناني الطبع مستبد برأيي لا أفهم شيئا عن الروح الرياضية ولاأجد من أنواع الرياضة إلا التصفيق الأرعن والهتاف المحموم إننا لانحجز عليك في أن تشجع الرياضة ولكن هناك فرق كبير بين التشجيع والتعصب ولغة الحجارة والطوب ولغة الروح الرياضية التي تعلمنا أن نبتسم عند الهزيمة ونتواضع عند النصر وتعلمنا أن الأيام دول "فيوم علينا ويوم لنا ....... ويوم نساء ويوم نسر "
إن الرسول صلى الله عليه وسلم يضع لنا المثل الأعلى في الروح الرياضية فليتنا نعي الدروس والعبر عن أنس بن مالك ، رض الله عنه قال : " كانت العضباء ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسابقها فسبقها وكأن ذلك شق على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن المربي العظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتهز الفرصة ليعلمهم الروح الرياضية ويعطيهم درسا في أن الجلوس على القمة في الدنيا لا يدوم لأحد فقال عليه الصلاة والسلام " إن حقا على الله عزوجل ألا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه " أخرجه البخاري
قال إبن القيم – رحمه الله – في كتابه الفروسية ص 91 " تأمل قوله " لايرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه "فجعل الوضع لما رفع وإرتفع لا ما رفعه سبحانه فإنه سبحانه إذا رفع عبده بطاعته وأعزه بها لا يضعه أبدا "
ثالثا : المتأمل في مباريات كرة القدم في أنحاء العالم يجد فيها مجموعة من السلبيات والظواهر السيئة يمكن إجمالها بالأتي :
1إن كرة القدم أصبحت وسيلة لتفريق الأمة وإشاعة العداوة والبغضاء بين أفرادها حيث أوجدت التعصب المقيت للفرق الرياضية المختلفة فهذا يشجع فريقا وذاك يشجع فريقا أخر بل إن أصل البيت الواحد ينقسمون على أنفسهم هذا يتبع فريقا وذاك يتبع فريقا أخر ولم يقف الأمر عند حد التشيع بل تعداه إلى سخرية أتباع الفريق المنتصرين من أتباع المنهزمين وفي نهاية المطاف يكون هناك الشجار والعراك الذي يدور بين مشجعي الفريقين وسقوط الجرحى والقتلى بالمئات من ضحايا كرة القدم 2الأصل في حض الإسلام على الرياضة هو أن يباشرها المسلم بنفسه أو مع غيره لتحصل له القوة المطلوبة أم كرة القدم الان فإن أهم عنصر مقصود فيها هم المشاهدون المشجعون الذين يصل عددهم إلى مئات الألوف وأكثر ولا يستفدون من كرة القدم شيئا ، فقل لي بربك ماذا إستفادت هذه الأعداد من حضور المباراة ؟! وكم خسرت من هدر الأوقات والطاقات ؟! فضلا عن الشرور التي تصيب بعضهم وقد تصل إلى الممات إثر نوبات القلب والإنتحارات ، أما ما يعتاده كثير من المشاهدين من بذاءة الألسن ووقاحة العبارات وتخاطب بالفحش ورديئ الكلام وقذف ولعن لبعضهم وللحكام فهذا مما يعد من الحرام 3إن في اللعب بالكرة ضررا على اللاعبين فربماسقط أحدهم فتخلعت أعضاؤه وربما إنكسرت رجل أحدهم أو يده أو بعض أضلاعه وربما حصل فيه شجاج في وجهه أو رأسه وربما سقط أحدهم فغشي عليه ساعة أو أكثر و أقل بل ربما آل الأمر ببعضهم إلى الهلاك كما قد ذكر لنا عن غير واحد من اللاعبين بها وما كان هذا شأنه فاللعب به لا يجوز وربما تعاطي بعضهم المخدرات أو المنشطات ليحسن أداء لعبة فهذا قد شاع وذاع عن بعض الكفار في الأونة الأخيرة ممن هو علم من أعلام هذه اللعبة وكاد بعض المهوسيين أن يتيم به ولا حول ولا قوة إلا بالله 4إن في لعب كرة القدم صدا للمتفرجين الذين تصل أعدادهم إلى مئات الألوف عن ذكر الله وعن الصلاة وهذا أمر معروف عند الناس عامتهم وخاصتهم وتعاطي ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة حرام ، فكم سمعنا عن أناس ممن يتابعون مباريات كأس العالم أنهم يستيقظون في النصف الأخير من الليل ليشاهدوا المباريات على شاشة التلفاز وتفوتهم صلاة الفجر وكم من المصلين فاتتهم الصلاة في الجماعات بسبب جلوسهم أمام الشاشات والأدهى من ذلك كله ما يقع فيه أولئك النفر ممن يسافرون من قطر إلى قطر أو ينتقلون من مدينة إلى أخرى لحضور مبارة وقد تكون في وقت صلاة الجمعة عن إبن عباس – رضي الله عنهما – قال " من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الإسلام وراء ظهره " أخرجه أبو يعلي موقوفا بإسناد صحيح ، وعن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه " أخرجه أبو داوود والترمذي والنسائي وأحمد وإبن ماجه ، وما اجدر هؤلاء المضيعين لهذه الشعيرة من شعائر الله بالضرب والزجر ورحم الله ابن الإخوة فإنه قال في حق تارك صلاة الجمعة " فمن شغل عنها بتثمير مكسبه أو لها عنها بالإقبال على لهوه ولعبه فحده بالألة العمرية التي تضع من قدره وتذيقه وبال أمره ولا يمنعك من ذي شيبة شيبته ولا من ذي هيئة هيئته فإنما هلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد " معالم القربة- 26- 5إن مسابقات كرة القدم أصبحت معاول هدامة إستخدمها أعداء الأمة الإسلامية وشجعوا عليها للقضاء على معاني العزة والكرامة في الأمة حيث بددت الأمة لأجل الرياضات المختلفة ومنها كرة القدم وأضاعت أوقاتا طويلة لو إستغلتها الأمة في الأعمال النافعة والصناعات المفيدة لأصبحت الأمة في مقام الدول المتقدمة في المجالات المختلفة بالإضافة إلى أنها شغلت الأمة الإسلامية عن التفكير في جهاد أعدائها وقضاياها المصيرية الكبرى ومما يؤكد ذلك ما جاء في البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون " ولكي تبقى الجماهير في ضلال لاتدري ما وراءها وما أمامها ولا ما يراد بها فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج والمسليات والألعاب الفكهة وضروب أشكال الرياضة واللهو وما به الغذاء لملذاتها وشهواتها وإكثار من القصور المزوقة والمباني المزركشة ثم نجعل الصحف تدعوا إلى مباريات فنية ورياضية "بروتوكولات حكماء الصهيون 1 /258 ط عجاج نويهض
والناظر فيها تنشر المجلات والجرائد يجد أرقامامذهلة من اجور تدفع لقاء إنتقال لاعب من فريق إلى آخر قد تصل إلى عشرات الملايين فضلا عن الأموال التي تنفق على المدربيين وعلى الملاعب والدعاية وكذا ما ينفقه كثير من المتفرجين 6- في لعب كرة القدم كشف للعورات إذ فيها كشف الأفخاذ ونظر الناس إليها ونظر بعضهم فخذ بعض وهذا لا يجوز لأن الفخذ من العورة وستر العورة واجب إلامن الزوجات والإماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إحفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك) حديث حسن الأرواء رقم 1810 والأدلة على أن الفخذ من العورة كثيرة منها ما خرجه مالك وأحمد وأبوداود والترمذي وابن حبان والحاكم عن جرهد الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مربه وهو كاشف عن فخذه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (غط فخدك فإنها من العورة ) وما أخرجه أبو داود وغيره عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تكشف فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت) إذا علم هذا فالنظر إلى عورة الاخرين حرام وهذا السائد في مباريات هذه الايام إذلا توجد مبارة إلا وتظهر فيها الفخذ ولا تحدث عن العورات في الرياضات النسائية ومنها كرة القدم وقد تظهر الحسناوات على شاشات التلفاز كدعاية التي تغطي نفقات البث أو غيرها لا حول ولا قوة إلا بالله .
7- ثم إن مسابقات كرة القدم أصبحت وسيلة لقلب الموازين حيث اصبح البطل في هذا الزمان هو لاعب الكرة لا المجاهد المدافع عن الكرامة الأمة و عزتها بالإضافة إلى بذل الاموال الضخمة للاعبين و الإسلام لا يقر قلب الموازين بل يعرف لكل إنسان قيمته بلا إفراط ولا تفريط ومن العجب إن اللعب بالكرة قد جعل في زماننا من الفنون التي تدرس في المدارس و يعتني بتعلمه و تعليمه أعضم مما يعتني بتعلم القران و العلم النافع وتعليمهما وهذا دليل على إشتداد غربة الإسلام في هذا الزمان ونقص العلم فيه وظهور الجهل لما بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم حتى عاد المعروف عند الاكثرين منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة وهذا مصداقا ما أخرجه الشيخان عن أنس مرفوعا
إن من شراط الساعة ان يرفع العلم و يظهر الجهل) واللعب بالكرة و العناية بها على النحو الذي نراه من ظهور الجهل بلا شك عند من عقل عن الله و رسوله صلى الله عليه و سلم وما أشبه المفتونين المهوسين بالكرة بالذين قال الله تعالى فيهم﴿ وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا و غرتهم الحيواة الدنيا﴾ الأنعام 70 وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة وأضعفتها فإنها تحرم فإذا كان الأمر هكذا في العلوم المفضولة مع العلوم الفاضلة فكيف باللعب بالكرة إذا زاحم العلوم الفاضلة و أضعفها كما هو الواقع في زماننا مع أن اللعب بالكرة ليس بعلم إنما هو لهو ومرح
8- دخول المراهنات وانتشارها على مباريات كرة القدم في كل أقطار أوروبا و كل قطر فيه يلعب بعضهما مع البعض الاخرأسبوعيا أو شهريا حسب الإتفاق و عمل المراهن في ذلك يقتصر على تعبئة بطاقة بأسماء الفرق الرياضية التي يتوقع فوزها في المباريات المقررة فإن فازت الفرق التي توقعه ربح المبلغ المستحق وإلا فإنه يخسر المبلغ المراهن به وهكذا تكون المقامرة قد دخلت كرة القدم وجعلتها رياضة حراما بعد أن كانت جائزة مستحبة .
- بذل العوض في مسابقات كرة القدم
لا يشرع بذل العوض على مسابقات كرة القدم من الجانبين بمعنى : أن من غلب يأخذ من الاخرشيئا معلوما فهذا ضرب من ضروب القمار جاء في المهذب ، ما نص ،( وأما كرة الصولجان ومداحاة الأحجار ورفعها من الأرض و المشابكة و السباحة و اللعب بالخاتم و الوقوف على رجل واحدة و غير ذلك من اللعب الذي لا يستعان به على الحرب فلا تجوز المسابقة عليهما بعوض لانه لا يعد للحرب فكان أخذ العوض فيه من أجل المال بالباطل)1 ،421
و ذكر ابن وهيب بإسناده (أن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما،مر بغلمان يلعبون بالكجة و هي حفرفيها حصى يلعبون بها – قال فسدها أبن عمر ونهاهم عنها ).
وذكرالهروي في باب (الكف مع الجيم) في حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- <في كل شيئ قمارحتى في لعب الصبيان بالكجة > قال ابن الأعرابي : هو أن يأخذ الصبي خرقة فيدورها كأنها كرة ثم يتقامرون بها ، وكج : إذا لعب بالكجة
ومنه بعلم خطأ كثير ممن يلعبون على عوض بالصورة التالية : يدفع كل واحد من أعضاء الفريقين مبلغا متساويا ويشترون كأسا أو ميداليات و يعطى ذلك للفريق الفائز وهذا أمر غير مشروع و فيه مقامرة
منضدة تماثيل لاعبي كرة القدم :
سئلت الجنة الفتوى السعودية عن حكم هذه اللعبة في الأسواق ويلعبها الاطفال و الشبان ، و هي مركبة من منضدة فيها تماثيل لاعبي كرة القدم ، و يوضع فيها كرة صغيرة تحرك بالايدي , فمن غلب يدقع أجرة اللعبة إلى صاحبها ,و الغالب لا يدفع شيئا . فهل يجوز هذا و امثاله في الشريعة ؟
و الجواب : إذا كان حال هذه اللعبة ما ذكرت من وجود تماثيل بالمنضدة التي يلعب عليها , و دفع المغلوب أجرة استعمال اللعبة لصاحبها ، فهي محرمة لامور:
أولا : إن الاشتغال بهذه اللعبة من اللهو الذي يقطع اللا عب بها فراغه و يضيع عليه الكثير من مصالح دينه و دنياه و قد يصير اللعب بها عادة و ذريعة إلى ما هو أشد من ذلك من أنواع المقامرة و كل ما كان كذلك فهو باطل محرم شرعا .
ثانيا : صنع التماثيل و الصور و اقتناؤها من كبائر الذنوب , للأحاديث الصحيحة التي توعد الله تعالى و توعد رسوله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك بالنار و العذاب الأليم
ثالثا : دفع المغلوب اجرة استعمال اللعبة محرم لانه إسراف و إضاعة للمال بأنفاقه في لعب و لهو
و إيجار اللعبة عقد باطل و كسب صاحبها منها سحت وأكل للمال بالباطل , فكان ذلك من الكبائر و القمار المحرم و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم .
ماذا تعنى الشعلة الوثنية الإغريقية ( شعلةالأولمبياد ) ؟
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى ، وعلى آله ، وأصحابه، ومن تمسك بالسنة والهدي وأكتفى ، وبعد ،،،
فمن الأمور المؤسفة والمحدثةالدخيلة على مجتمعات أهل التوحيد والعقيدة في البلاد الإسلامية ، الحرص علىالإحتفال والمشاركة في ما يسمى بالدورات الأولمبية الرياضية ( عيد الألمبيادالإغريقي ) ، ومتابعة أخبارها ، والمنافسة على حصد جوائزها وألقابها دون معرفةحقيقة هذا العيد الرياضي ، والذي هو من أعظم الأعياد الوثنية الإغريقية ، وقداستحسنه بعد ذلك أرباب النصارى ، فأدخلوه على دينهم المحرف ، ليبعدوا الرعاع عنمعرفة ما يجري داخل الكنيسة من تحريفات للإنجيل ، وظلم ، واضطهاد ، وحروب نصرانيةداخلية من أجل النفوذ والسيطرة على الكنيسة ، فأشغلوهم بالتنفيس عن أنفسهم ووقتهمبمثل هذه الدورات الرياضية ، فحرصوا على عقدها بشكل دوري ( كل أربع سنوات ) ، ولايزال هذ العيد الوثني قائماً منذ انعقاده الأول سنة 776 ق.م .
فأصبحت ترعاهالأمم النصرانية الكافرة ، ودخل بقلوب الجهلة من المسلمين بتسميته القديمة ،وشعائره وشعاراته الوثنية الموروثة كإشعال الشعلة الأولمبية ، وتصديرها من ضفافسهول الأولمب في بلاد الإغريق القديمة بجانب صنم طاغوت الإغريق الكبير زيوس(1)، والذي هو بمقربة من مدينة أثينا عاصمة الإغريق سابقاً ،واليونان حالياً . وقد نصب الإغريق بجانب صنمه ملعباً يتقرب الناس باللعب فيه له .
وبعد أتساع رقعة البلاد النصرانية ، وزيادة سكان الأرض المعمورة أصبحتتنقل هذه الشعلة الوثنية إلى البلد المنظم لهذه الأعياد أو الألعاب الرياضية ،وصارت تظهر في العصر الحديث على أنها مجرد تظاهرات رياضية سلمية عالمية من أجلالتقارب بين الشعوب والثقافات ، ونبذ العنف والحروب بين الأديان .
ولهذاالعيد الأولمبي رموز ومعاني وثنية يعتقدها الإغريق ، ومنها : الشعلة ، والحلقاتالخمس :
•الشعلة ( شعلة الأولمبياد ) :قالوا : هي رمز للعدالة ، وفي الحقيقة هي عقيدة وثنية تعني : رمز خلودآلهتهم التي يعبدونها من دون الله عز وجل ، وتعني تلك النار المشتعلة : قيامالطاغوت بروميثيوس(2)بسرقة النار من الطاغوت زيوس ،وإعطاءها لعامة الأمة الإغريقية كما بعقيدة الميثولوجيا الإغريقية(3) .
وهي من المراسيم الرئيسية في ما يسمى بالألعابالأولمبية الوثنية ، وقد بدأ فكرة إدراج الشعلة الأولمبية في العصر الحديث كأحدالفقرات الرئيسية في مراسيم الإفتتاح في أولمبياد مدينة برلين عام 1936 م .
وهي عادة تحمل من أوليمبيا في بلاد اليونان إلى الموقع المحدث لهذا العيدالأولمبي الوثني ، وقد يستغرق حملها ونقلها إلى المدينة المضيفة أسابيع أو أشهر ،ويتناوب على نقلها عادة شخصيات إجتماعية أو سياسية مهمة ، أو رياضيون مشهورون ،وبعد أن يقوم الرياضي الأخير بإشعال الشعلة الرئيسية في ملعب الإفتتاح يقوم رئيس ،أو زعيم الدولة المضيفة ببدأ الألعاب الأولمبية بصورة رسمية حتى اختتام فعالياتهاالتنافسية .
الحلقات الخمس ( رمزالألعاب ) :قالوا تعني : القارات الخمس ، وفي الحقيقة هي رمز لبعض الألعاباليونانية ، وقيل : ترمز للطواغيت الخمس عندهم .
ومن أبرز الموروث الإغريقيالوثني ، والذي صدر لبلاد المسلمين :
•أن هذا العيديحمل نفس المسمى الإغريقي الوثني ( عيد الأولمبياد ) .
•أن التعويذة الرئيسية هي إشعال الشعلة الأولمبية .
•أنالمدة التي كانت تقام بها عند الإغريق بشكل دوري كل أربع سنواتأن هذا العيد المهرجاني يتسم عند اليونان بالفحش ، والعهر ،والسكر ، وإطلاق العنان لغرائزهم الحيوانية تفعل ما تشاء .
•أن فيه شيء كثير من خرافاتهم وضلالهم : كزعم تحضير أرواحالأموات ثم إرجاعها ، أو طردها مرة أخرى بعد انتهاء العيد ، فهو موسم زاخر لسحرةوالمشعوذين .
والخلاصة أن التظاهر فيه ، والمشاركة بالمراسم اليونانيةالوثنية الأصل ، باطل لا يجوز ، فهو عيد من أعياد الكفار بأصله ، وتسميته ، وأعماله، وزمانه .
قال شيخ الإسلام أبو العباس ، أحمد ابن تيمية الحراني قدس اللهروحه ، واصفاً مدى تأثر جهلة المسلمين بهذه الأعياد الوثنية : ( وغرضنا لا يتوقف على معرفة تفاصيل باطلهم ، ولكن يكفينا أن نعرف المنكر معرفة تميزبينه وبين المباح ، والمعروف ، والمستحب ، والواجب حتى نتمكن بهذه المعرفة مناتقائه واجتنابه كما نعرف سائر المحرمات إذ الفرض علينا تركها ، ومن لم يعرف المنكرلا جملة ولا تفصيلاً لم يتمكن من قصد اجتنابه ، والمعرفة الجميلة كافية بخلافالواجبات ، فإن الفرض لما كان فعلها ، والفعل لا يتأتى إلا مفصلاً وجبت معرفتها علىسبيل التفصيل ، وإنما عددت أشياء من منكرات دينهم لما رأيت طوائف من المسلمين قدابتلوا ببعضها ، وجهل كثير منهم أنها من دين النصارى الملعون هو وأهله ) . إقتضاء الصراط المستقيم " : (1/211) .
وقال أيضاً فيالتحذير من تخصيص الأراضي ، والمدن لإحياء هذه الأعياد الوثنية : ( وهذا يقتضي أن كون البقعة مكاناً لعيدهم مانع من الذبح بها ، وإن نذركما أن كونها موضع أوثانهم كذلك ، وإلا لما انتظم الكلام ولا حسن الإستفصال ،ومعلوم أن ذلك إنما هو لتعظيم البقعة التي يعظمونها بالتعييد فيها ، أو لمشاركتهمفي التعييد فيها ، أو لإحياء شعار عيدهم فيها ، ونحو ذلك ، إذ ليس إلا مكان الفعل ،أو نفس الفعل أو زمانه ، فإن كان من أجل تخصيص البقعة ، وهو الظاهر فإنما نهى عنتخصيص البقعة لأجل كونها موضع عيدهم ، ولهذا لما خلت عن ذلك أذن في الذبح فيها ،وقصد التخصيص باق ، فعلم أن المحذور تخصيص بقعة عيدهم ، وإذا كان تخصيص بقعة عيدهممحذوراً فكيف بنفس عيدهم هذا كما أنه لما كرهها لكونها موضع شركهم بعبادة الأوثانكان ذلك أدل على النهي عن الشرك وعبادة الأوثان ) . " إقتضاء الصراط المستقيم " : (1/190) .
هذا ونسأل اللهتعالى أن يجزي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعودأيده الله ونصره على منع دخول هذه الرموز الوثنية الجاهلية ( الشعلة الأولمبية ) إلى بلاد التوحيد ، وعدم دعوتها واستقبالها رغم أنف بعض العلمانيين والجهلة منالمسلمين ، والذين نجدهم يطالبون بها في مواقعهم ومنتدياتهم دون معرفة حقيقتها ،كما أسأله أن يوفق ولاة أمور المسلمين لمعرفة حقيقة هذه الأعياد الوثنية ، وإجتنابجلبها لبلاد المسلمين قاطبة ، وتبصير الأمة الإسلامية من خطر المشاركة بأعياد الأممالكافرة .
إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله المستعان .
===========================
(1)زيوس : من الطواغيت الوثنية الإغريقية ، وهو إله السماء والرعد عندهم . كان حاكماً علىالآلهة الأولمبيانية في المعتقدات الرومانية القديمة .
وكان لهذا الطاغوت عيديقام كل أربع سنوات ، عظمه اليونان واعتبروه من أكبر أعيادهم المقدسة ، فحرموه فيهالقتال بينهم ، وأطلقوا فيه الشعلة رمزاً لخلوده عندهم .
وكانت الراهبات باللباسالأبيض يصطففن لإستقبال اللاعبين في تلك الأعياد . فكان الفائزون من اللاعبينيمجدون كآلهة .
(2)بروميثيوس : من جبابرة الوثنيةالإغريقية ، كان محبباً إلى طواغيتهم ، وأوكل إليه زيوس مهمة خلق المخلوقات الأرضية، فخلق الحيوانات كلها وأعطاها المميزات ، حتى إذا جاء ليخلق الإنسان لم يجد له صفةغير صفة الطاغوت الأعظم عندهم ، فخلقه على هيئته مما أحنق الآلهة عليه ، وكان محباًللبشر رؤوفاً بهم ، ولذ حرمت الآلهة من النار لتفريطهم في حقها ، فقام بسرقة النارمنهم ، وأعطاها للبشرية مما أثار غضب زيوس ، فعاقبه بربطه إلى صخرة ، ثم أطلق عليهعُقاباً اسمه " إثون " ، يأكل كبده في النهار ، ويقوم زيوس بتجديدها في الليل . وفيالنهاية قام هيراكليس بتحريره ، وعاد إلى أوليمبوس . فيعتبر الإغريق ، قيامه بتقديمالنار للأمة الإغريقية دليلاً على كونه من المساهمين في الحضارة الإنسانية .
(3)الميثولوجيا الإغريقية : مجموعة من العقائدوالديانات والأساطير التي احتضنتها الحضارة الهلينستية الإغريقية . وهي إيمانالإغريق بوجود طواغيت عدة ، ربطوا بين كل طاغوت وبين النشاطات اليومية . فأفروديتمثلاً ، كانت : طاغوت الحب والجنس ، بينما كان آريس : طاغوت الحرب ، ويميلان : طاغوت الموت ، وهكذا