لمنع المزيد من الوفيات بالتسمم بأول أوكسيد الكربون، يقود عمال الدفاع المدني حملة لتوعية الجزائريين حول طريقة استعمال أجهزة التسخين بأمان.
هيام الهادي من الجزائر لمغاربية – 15/01/10
[AFP/Getty Images] ترفع السلطات الجزائرية الوعي حول مخاطر أجهزة التسخين غير الآمنة التي تسببت في عدد من الوفيات بالاختناق.
تصعد الجزائر حملة وطنية للتوعية لوقف الوفيات التي يمكن تجنبها من التسمم بأول أوكسيد الكربون بسبب أجهزة التسخين المعطلة.
خلال الأسابيع الأخيرة التي عرفت موجة برد قارس شمال الجزائر، يزور عمال الوقاية المدنية المدارس والجمعيات الخيرية ونوادي الشباب لتوزيع كتيبات إعلامية وملصقات وأقراص مدمجة عن الإجراءات الوقائية عند استعمال أجهزة التسخين.
وقال فاروق عاشور مسؤول الاتصال في المديرية العامة للوقاية المدنية "تهدف هذه الحملة إلى خفض عدد الأشخاص المصابين بالتسمم بالغازات المحترقة". وأضاف "الهدف أيضا هو رفع وعي الناس حول مخاطر الاختناق وطرق حماية أنفسهم ضدها وما يجب القيام به عند مواجهة هذه المشكلة".
وفي إطار الحملة المتواصلة ما بين 15 ديسمبر و 28 فبراير، يقدم خبراء السلامة والأطباء توضيحات للآباء والأطفال عن أهمية اختيار أجهزة تسخين عالية الجودة ينصبها مهنيون وتحترم مقاييس السلامة الحالية بالمقارنة مع الأجهزة الرخيصة التي عادة ما يكون بها خلل.
مريم، أم لطفلين، تعتقد بأن الحملة لها تأثير قوي.
وقالت "الإعلانات التي شاهدتها على التلفزيون أخافتني. إنها تجعلني أفكر في مخاطر أول أوكسيد الكربون. قمت بإجراء فحص لجهاز التسخين ومسخن الماء وقمت بتنصيب مروحة في المطبخ".
وأضافت "من الآن فصاعدا، سأكون أكثر حذرا عند تنصيب الأجهزة الكهربائية المنزلية ولن أترك الهواة يقومون بهذه المهمة، إلى جانب ذلك سأقوم بإجراء فحوصات منتظمة عليها".
وتشير المعطيات الرسمية إلى أن 980 جزائري تعرض للتسمم بالغازات المحترقة في 2008 فيما توفي 218 شخصا في 2009 بنفس الأسباب.
صالحة جزائرية مستها شخصيا هذه المأساة.
وقالت صالحة "قبل سنتين، فقدت زميلتي في مأساة أصابتني بالرعب مدى الحياة. كانت تعيش مع زوجها في شقة في ملك الحضانة التي كانت تعمل بها، وفي أحد الأيام لم نجدها [في العمل]".
ولم نتلق أي رد عند طرق الباب، وقام الحارس بفتح باب شقة الضحية.
وقالت "المنظر الذي شاهدناه كان مروعا. لقد كانت طريحة على السرير بدون حراك، قرب زوجها. لقد ماتا معا متسممين بدخان السخان. لن أنس أبدا ما حدث".
عبد القادر بوسردي، المدير العام لشركة توزيع الكهرباء والغاز للجزائر المتمركزة في العاصمة، قال إن هناك تفسير بسيط لارتفاع الوفيات.
وأوضح قائلا "عدد الحوادث في ارتفاع كبير خلال فترة الشتاء عندما يبلغ استعمال الغاز الطبيعي ذروته بسبب برودة الطقس. الإهمال والتهور والجهل بالاستعمال السليم لمصدر الطاقة؛ هذه هي بعض الأسباب الرئيسية لهذه المآسي".
الأجهزة المختلة هي أيضا من بين عوامل الوفيات بأول أوكسيد الكربون حسب خالد الذي يعمل في شركة كبيرة لأجهزة التسخين.
وقال "الشركة الإيطالية التي أمثلها وقعت ضحية التزوير. هناك أجهزة تسخين شبيهة تماما بالعلامات التجارية الكبرى متاحة في السوق بدون أية ضمانات".
أحمد، عامل في تنصيب أجهزة التسخين، يعتقد أنه من الممكن تجنب العديد من الوفيات باللجوء إلى مهنيين محترفين لتنصيب أجهزة التسخين.
وصرح لمغاربية "ببساطة يمكن لأي شخص أن يسمي نفسه عامل تركيب. ليست هناك مراقبة للعمل الذي يقوم به مركبو السخانات. الرصاصون يقومون بذلك والرجال 'متعددو الحرف' أيضا. من هنا ينبغي تعزيز الفحوصات. أنت بحاجة لأشخاص موثوقين، فأرواح الناس تعتمد على ذلك".
المصدر:موقع مغاربية